تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٢٨٦
المائدة (48 _ 50)) إلا انا فاعبدون * (ومهيمنا عليه) * وشاهدا لأنه يشهد له بالصحة والثبات * (فاحكم بينهم بما أنزل الله) * أي بما في القرآن * (ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق) * نهى أن يحكم بما حرفوه وبدلوه اعتمادا على قولهم ضمن ولا تتبع معنى ولا تنحرف فلذا عدى بعن فكأنه قيل ولا تنحرف عما جاءك من الحق متبعا أهواءهم أو التقدير عادلا عما جاءك * (لكل جعلنا منكم) * أيها الناس * (شرعة) * شريعة * (ومنهاجا) * وطريقا واضحا واستدل به من قال إن شريعة من قبلنا لا تلزمنا ذكر الله إنزال التوراة على موسى عليه السلام إنزال الإنجيل على عيسى عليه السلام ثم إنزال القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم وبين أنه ليس للسماع فحسب بل للحكم به فقال في الأول يحكم بها النبيون وفى الثاني وليحكم أهل الإنجيل وفى الثالث فاحكم بينهم بما أنزل الله * (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) * جماعة متفقة على شريعة واحدة * (ولكن) * أراد * (ليبلوكم) * ليعاملكم معاملة المختبر * (في ما آتاكم) * من الشرائع المختلفة فتعبد كل أمة بما اقتضته الحكمة * (فاستبقوا الخيرات) * فابتدروها وسابقوا نحوها قبل الفوات بالوفاة والمراد بالخيرات كل ما أمر الله تعالى به * (إلى الله مرجعكم) * استئناف في معنى التعليل لاستباق اليخارت * (جميعا) * حال من الضمير المجرور والعامل المصدر المضاف لأنه في تقدير إليه ترجعون * (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) * فيخبركم بما لا تشكون معه من الجزاء الفاصل بين محقكم ومبطلكم وعاملكم ومفرطكم في العمل * (وأن احكم) * معطوف على بالحق أي وأنزلنا إليك الكتاب بالحق وبأن احكم * (بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك) * أي يصرفوك وهو مفعلول له أي مخافة أن يفتنوك و إنما حذره وهو رسول مأمون لقطع أطماع القوم * (عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا) * عن الحكم بما أنزل الله إليكم وأرادوا غيره * (فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) * أي بذنب التولي عن حكم الله وإرادة خلافه فوضع ببعض ذنوبهم موضع ذلك وهذا الابهام لتعظيم التولي وفيه تعظيم الذنوب فإن الذنوب بعضها مهلك فكيف بكلها * (وإن كثيرا من الناس لفاسقون) * لخارجون عن أمر الله * (أفحكم الجاهلية يبغون) * يطلبون وبالتالي شامي يخاطب
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»