تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٧٤
39 (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض) أي يخلف بعضكم بعضا وقيل جعلكم أمة خلفت من قبلها ورأت فيمن قبلها ما ينبغي أن تعتبر به (فمن كفر فعليه كفره) أي عليه وبال كفره (ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا) غضبا (ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا) سورة فاطر (40 43) 40 (قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله) أي جعلتموهم شركائي بزعمكم يعني الأصنام (أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات أم آتيناهم كتابا) قال مقاتل هل أعطينا كفار مكة كتابا (فهم على بينة منه) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص (بينة) على التوحيد وقرأ الآخرون (بينات) على الجمع يعني دلائل واضحة منه في ذلك الكتاب من ضروب البيان (بل إن يعد) أي ما يعد (الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا) والغرور ما يغر الإنسان مما لا أصل له قال مقاتل يعني ما يعد (الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا) والغرور ما يغر الإنسان مما لا أصل له قال مقاتل يعني ما يعد الشيطان كفار بني آدم من شفاعة الالهة لهم في الآخرة غرور وباطل 41 قوله تعالى (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) أي كيلا تزولا (ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده) أي ما يمسكهما أحد من بعده أي أحد سواه (إنه كان حليما غفورا) فإن قيل فما معنى ذكر الحلم ههنا قيل لان السماوات والأرض همت بما همت به من عقوبة الكفار فامسكهما الله تعالى عن الزوال لحلمه وغفرانه أن يعالجهم بالعقوبة 42 (وأقسموا بالله جهد ايمانهم) يعني كفار مكة لما بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم قالوا لعن الله اليهود والنصارى أتتهم الرسل فكذبوهم واقسموا بالله وقالوا لو أتى رسول الله لنكونن اهدى دينا منهم وذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما بعث محمد كذبوه فأنزل الله عز وجل (واقسموا بالله جهد ايمانهم لئن جاءهم نذير) رسول (ليكونن اهدى من إحدى الأمم) يعني من اليهود والنصارى (فلما جاءهم نذير) محمد صلى الله عليه وسلم (ما زادهم إلا نفورا) أي ما زادهم مجيئه إلا تباعدا عن الهدى 43 (استكبارا في الأرض) نصب (استكبارا) على البدل من النفور (ومكر السيئ) يعني العمل القبيح أضيف المكر إلى صفته قال الكلبي هو اجتماعهم على الشرك وقتل النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ
(٥٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 575 » »»