العقود التي يتعاقدها الناس بينهم (أحلت لكم بهيمة الأنعام) قال الحسن وقتادة هي الأنعام كلها وهي الإبل والبقر والغنم وأراد تحليل ما حرم أهل الجاهلية على أنفسهم من الأنعام وروى أبو ظبيان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بهيمة الأنعام هي الأجنة ومثله عن الشعبي قال هي الأجنة التي توجد ميتة في بطون أمهاتها إذا ذبحت أو نحرت ذهب أكثر أهل العلم إلى تحليله قال الشيخ رحمه الله تعالى قرأت على أبي عبد الله محمد بن الفضل الخرقي فقلت قرأ علي أبي سهل محمد بن عمر بن طرفة الشجري وأنت حاضر فقيل له حدثكم أبو سليمان الخطابي أنا أبو بكر ابن داسة أنا أبو داود السجستاني أنا مسدد أنا هشيم عن مخلد عن أبي الوداك عن أبي مسعود رضي الله عنهم قال قلنا يا رسول الله ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة فنجد في بطنها الجنين أنلقيه أم نأكله فقال كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه وروى أبو الزبير عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذكاة الجنين ذكاة أمه وشرط بعضهم الإشعار قال ابن عمر ذكاة ما في بطنها في ذكاتها إذا تم خلقه ونبت شعره ومثله عن سعيد بن المسيب وعند أبي حنيفة رضي الله عنه لا يحل أكل الجنين إذا خرج ميتا بعد ذكاة الأم وقال الكلبي بهيمة الأنعام وحشها وهي الظباء وبقر الوحش وحمر الوحش سميت بهيمة لأنها أبهمت عن التمييز وقيل لأنها لا نطق لها (إلا ما يتلى عليكم) أي ما ذكر في قوله (حرمت عليكم الميتة) إلى قوله (وما ذبح على النصب) (غير محلي الصيد) وهو نصب على الحال أي لا محلي الصيد ومعنى الآية أحلت لكم بهيمة الأنعام كلها إلا ما كان منها وحشيا فإنه صيد لا يحل لكم في حال الإحرام فلذلك قوله تعالى (وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد) سورة المائدة (2) (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله) نزلت في الحطم واسمه شريح بن ضبيعة البكري أتي المدينة وخلف خيله خارج المدينة ودخل وحده على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له إلام تدعو الناس فقال له إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فقال حسن إلا أن
(٦)