وإن خرج من غيركم كان حليفا وإن خرج ملصق كان على منزلته لا نسب له ولا حلف وإذا اختلفوا في عقل فمن خرج عليه قدح العقل حمله وإن خرج الغفل أجالوا ثانيا حتى يخرج المكتوب فنهى الله عز وجل عن ذلك وحرمه وقال (ذلكم فسق) قال سعيد بن جبير الأزلام حصى بيض كانوا يضربون بها وقال مجاهد هي كعاب فارس والروم التي يتقامرون بها وقال الشعبي وغيره الأزلام للعرب والكعاب للعجم وقال سفيان بن وكيع هي الشطرنج وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال العيافة والطرق والطيرة من الجبت والمراد من الطرق الضرب بالحصى أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحق الثعلبي أنا ابن فنجوية أنا فضل الكندي أخبرنا الحسن ابن داود الخشاب أنا سويد بن سعيد أنا أبو المختار عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تكهن أو استقسم أو تطير طيره ترده عن سفره لم ينظر إلى الدرجات العلى من الجنة يوم القيامة (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) يعني أن ترجعوا إلى دينهم كفارا وذلك أن الكفار كانوا يطمعون في عود المسلمين إلى دينهم فلما قوي الإسلام أيسوا ويئس وأيس بمعنى واحد (فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) نزلت هذه الآية يوم الجمعة يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفات على ناقته العضبا فكادت عضد الناقة تندق من ثقلها فبركت أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل حدثني الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون أنا أبو العميس أنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لا تخذنا ذلك اليوم عيدا قال أية آية قال (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة أشار عمر إلى أن ذلك اليوم كان عيدا لنا قال ابن عباس كان في ذلك اليوم خمسة أعياد جمعة وعرفة وعيد اليهود والنصارى والمجوس ولم تجتمع أهل الملل في يوم قبله ولا بعده وروى هارون بن عنترة عن أبيه قال لما نزلت هذه الآية بكى عمر رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر فقال أبكاني أنا كنا زيادة من ديننا فأما إذا كمل فإنه لم يكن شيء إلا نقص قال صدقت وكانت هذه الآية نعي النبي صلى الله عليه وسلم وعاش بعدها إحدى وثمانين يوما ومات يوم الاثنين بعدما زاغت الشمس لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة وقيل توفى يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول وكانت هجرته في الثاني عشر من شهر ربيع الأول أما تفسير الآية قوله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم) يعني يوم نزول هذه الآية أكملت لكم دينكم يعني الفرائض والسنن والحدود والجهاد والأحكام والحلال والحرام فلم ينزل بعد
(١٠)