لي أمراء لا أقطع أمرا دونهم ولعلى أسلم وآتى بهم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يدخل عليكم رجل من ربيعة يتكلم بلسان الشيطان ثم خرج شريح من عنده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد دخل بوجه كافر وخرج بقفا غادر وما الرجل بمسلم فمر بسرح المدينة فاستاقه وانطلق فاتبعوه فلم يدركوه فلما كان العام القابل خرج حاجا في حجاج بكر بن وائل من اليمامة ومعه تجارة عظيمة وقد قلدوا الهدي فقال المسلمون للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الحطم قد خرج حاجا فخل بيننا وبينه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه قلد الهدي فقالوا يا رسول الله هذا شئ كنا نفعله في الجاهلية فأبي النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله) قال ابن عباس رضي الله عنهما و مجاهد هي مناسك الحج وكان المشركون يحجون ويهدون فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم فنهاهم الله عن ذلك وقال أبو عبيدة شعائر الله هي الهدايا المشعرة والإشعار من الشعار وهي العلامة وأشعارها أعلامها بما يعرف أنها هدي والإشعار ههنا أن يطعن في صحفة سنان البعير بحديدة حتى يسيل الدم فيكون ذلك علامة أنها هدي وهي سنة في الهدايا إذا كانت من الإبل لما أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أبو نعيم أنا أفلح عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت فتلت قلائد بدن النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ثم قلدها وأشعرها وأهداها فما حرم عليه شئ كان أحل له وقاس الشافعي البقر على الإبل في الإشعار وأما الغنم فلا تشعر بالجرح فإنها لا تحتمل الجرح لضعفها وعند أبي حنيفة رضي الله عنه لا يشعر الهدي وقال عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما لا تحلوا شعائر الله هي أن تصيد وأنت محرم بدليل قوله تعالى (وإذا حللتم فاصطادوا) وقال السدي أراد حرم الله وقيل المراد منه النهي عن القتل في الحرم وقال عطاء شعائر الله حرمات الله واجتناب سخطه واتباع الطاعة قوله (ولا الشهر الحرام) أي بالقتال فيه وقال ابن زيد هو النسيء وذلك أنهم كانوا يحلونه عاما ويحرمونه عاما (ولا الهدي) هو كل ما يهدى إلى بيت الله من بعير أو بقرة أو شاة (ولا القلائد) أي الهدايا المقلدة يريد ذوات القلائد وقال عطاء أراد أصحاب القلائد وذلك أنهم كانوا في الجاهلية إذا أرادوا الخروج من الحرم قلدوا أنفسهم وإبلهم بشيء من لحاء شجر الحرم كيلا يتعرض لهم فنهى الشرع عن استحلال شيء منها وقال مطرف بن الشخير هي القلائد نفسها وذلك أن المشركين كانوا يأخذون من لحاء شجر مكة ويتقلدونها فنهوا عن نزع شجرها قوله تعالى (ولا آمين البيت الحرام) أي قاصدين البيت الحرام يعني الكعبة فلا تتعرضوا لهم (يبتغون) يطلبون (فضلا من ربهم) يعني الرزق بالتجارة (ورضوانا) أي على زعمهم لأن الكافرين لا نصيب له في الرضوان وقال قتادة هو أن يصلح معايشهم في الدنيا ولا يعجل لهم العقوبة فيها وقيل ابتغاء الفضل للمؤمنين والمشركين عامة وابتغاء الرضوان للمؤمنين خاصة لأن المسلمين والمشركين كانوا يحجون وهذه الآية إلى ههنا منسوخة بقوله (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وبقوله (فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا)
(٧)