سورة آل عمران 107 108 وكسوفها بعملها وبعذاب الله يدل عليه قوله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة) وقال تعالى (والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة) وقال (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ووجوه يومئذ باسرة) وقال (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة) (فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم) معناه يقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) فإن قيل كيف قال أكفرتم بعد إيمانكم وهم لم يكونوا مؤمنين قيل حكي عن أبي بن كعب أنه قال أراد به الإيمان يوم الميثاق حين قال لهم ربهم ألست بربكم قالوا بلى يقول أكفرتم بعد إيمانكم يوم الميثاق وقال الحسن هم المنافقون تكلموا بالإيمان بألسنتهم وأنكروا بقلوبهم وقال عكرمة إنهم أهل الكتاب آمنوا بأنبيائهم وبمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث فلما بعث كفروا به وقال قوم هم من أهل قبلتنا وقال أبو أمامة هم الخوارج وقال قتادة هم أهل البدع أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا سعيد بن أبي مريم عن نافع بن عمر حدثني ابن أبي مليكة عن أسماء بنت أبي بكر قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ ناس دوني فأقول يا رب مني ومن أمتي فقال هل شعرت بما عملوا بعدك فوالله ما برحوا يرجعون على أعقابهم \ وقال الحارث الأعور سمعت عليا رضي الله عنه على المنبر يقول إن الرجل ليخرج إلى أهله فما يعود إليهم حتى يعمل عملا يستوجب به الجنة وإن الرجل ليخرج من أهله فما يؤب إليهم حتى يعمل عملا يستوجب به الجنة وإن الرجل ليخرج من أهله فما يؤب إليهم حتى يعمل عملا يستوجب به النار ثم قرأ (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) الآية ثم نادى هم الذين كفروا بعد الإيمان ورب الكعبة أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أخبرنا أبو الحسن الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني أنا علي بن حجر أنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا \ 107 قوله تعالى (وأما الذين ابيضت وجوههم) هؤلاء أهل الطاعة (ففي رحمة الله) ففي جنة الله (هم فيها خالدون) 108 (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين)
(٣٤٠)