مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٩٢
* كأن لها في الأرض نسيا تقصه * وقوله تعالى: (نسيا منسيا) أي جاريا مجرى النسي القليل الاعتداد به وإن لم ينس ولهذا عقبه بقوله منسيا لان النسس قد يقال لما يقل الاعتداد به وإن لم ينس، وقرئ نسيا وهو مصدر موضوع موضع المفعول نحو عصى عصيا وعصيانا. وقوله: (ما ننسخ من آية أو ننسها) فإنساؤها حذف ذكرها عن القلوب بقوة إلهية. والنساء والنسوان والنسوة جمع المرأة من غير لفظها كالقوم في جمع المرء، قال تعالى: (لا يسخر قوم من قوم) إلى قوله:
(ولا نساء من نساء - نساؤكم حرث لكم - يا نساء النبي - وقال نسوة في المدينة - ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) والنسا عرق وتثنيته نسيان وجمعه أنساء.
نسأ: النسء تأخير في الوقت، ومنه نسئت المرأة إذا تأخر وقت حيضها فرجى حملها وهي نسوء، يقال نسأ الله في أجلك ونسأ الله أجلك والنسيئة بيع الشئ بالتأخير ومنها النسئ الذي كانت العرب تفعله وهو تأخير بعض الأشهر الحرم إلى شهر آخر، قال: (إنما النسئ زيادة في الكفر) وقرئ (ما ننسخ من آية أو ننسأها) أي نؤخرها إما بإنسائها وإما بإبطال حكمها. والمنسأ عصا ينسأ به الشئ أي يؤخر، قال: (تأكل منسأته) ونسأت الإبل في ظمئها يوما أو يومين أي أخرت، قال الشاعر:
وعنس كألواح الإران نسأتها * إذا قيل للمشبوبتين هما هما والنسوء الحليب إذا أخر تناوله فحمض فمد بماء.
نشر: النشر، نشر الثوب والصحيفة والسحاب والنعمة والحديث بسطها، قال: (وإذا الصحف نشرت) وقال: (وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته - وينشر رحمته) وقوله: (والناشرات نشرا) أي الملائكة التي تنشر الرياح أو الرياح التي تنشر السحاب، ويقال في جمع الناشر نشر وقرئ نشرا فيكون كقوله والناشرات ومنه سمعت نشرا حسنا أي حديثا ينشر من مدح وغيره، ونشر الميت نشورا، قال: (وإليه النشور - بل كانوا لا يرجون نشورا - ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا)، وأنشر الله الميت فنشر، قال: (ثم إذا شاء أنشره - فأنشرنا به بلدة ميتا) وقيل نشر الله الميت وأنشره بمعنى، والحقيقة أن نشر الله الميت مستعار من نشر الثوب، قال الشاعر:
طوتك خطوب دهرك بعد نشر * كذاك خطوبه طيا ونشرا وقوله: (وجعل النهار نشورا) أي جعل فيه
(٤٩٢)
مفاتيح البحث: النسيان (3)، الموت (4)، البيع (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»
الفهرست