مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٤٩٤
وأكثر ما يقال ذلك في الحيوان، قال (وهو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والابصار).
وقال (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض) وقال (ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين) وقال (ثم أنشأناه خلقا آخر - وننشئكم فيما لا تعلمون - وينشئ النشأة الأخرى) فهذه كلها في الايجاد المختص بالله، وقوله: (أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون) فلتشبيه إيجاد النار المستخرجة بإيجاد الانسان، وقوله: (أو من ينشأ في الحلية) أي يربى تربية كتربية النساء، وقرئ: ينشأ، أي يتربى نصب: نصب الشئ وضعه وضعا ناتئا كنصب الرمح والبناء والحجر، والنصيب الحجارة تنصب على الشئ، وجمعه نصائب ونصب، وكان للعرب حجارة تعبدها وتذبح عليها، قال (كأنهم إلى نصب يوفضون) قال: (وما ذبح على النصب) وقد يقال في جمعه أنصاب، قال: (والأنصاب والأزلام) والنصب والنصب التعب، وقرئ: بنصب وعذاب ونصب وذلك مثل: بخل وبخل، قال: (لا يمسنا فيها نصب) وأنصبني كذا أي أتعبني وأزعجني، قال الشاعر:
* تأوبني هم مع الليل منصب * وهم ناصب قيل هو مثل عيشة راضية، والنصب التعب، قال: (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) وقد نصب فهو نصب وناصب، قال تعالى: (عاملة ناصبة) والنصيب الحظ المنصوب أي المعين، قال (أم لهم نصيب من الملك - ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب - فإذا فرغت فانصب) ويقال ناصبه الحرب والعداوة ونصب له، وإن لم يذكر الحرب جاز، وتيس أنصب، وشاة أو عنزة نصباء منتصب القرن، وناقة نصباء منتصبة الصدر، ونصاب السكين ونصبه، ومنه نصاب الشئ أصله، ورجع فلان إلى منصبه أي أصله، وتنصب الغبار ارتفع، ونصب الستر رفعه، والنصب في الاعراب معروف، وفى الغناء ضرب منه.
نصح: النصح تحرى فعل أو قول فيه صلاح صاحبه، قال: (لقد أبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) وقال: (وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين - ولا ينفعكم نصحي إن أرادت أن أنصح لكم) وهو من قولهم نصحت له الود أي أخلصته، وناصح العسل خالصه أو من قولهم نصحت الجلد خطته، والناصح الخياط والنصاح الخيط، وقوله: (توبوا إلى الله توبة نصوحا) فمن أحد هذين: إما الاخلاص، وإما الاحكام، ويقال نصوح ونصاح نحو ذهوب وذهاب، قال:
* أحببت حبا خالطته نصاحة *
(٤٩٤)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الحرب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»
الفهرست