مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٤٩
قال (فعميت عليهم الانباء يومئذ - وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم) والعماء السحاب والعماء الجهالة، وعلى الثاني حمل بعضهم ما روى أنه قيل: أين كان ربنا قبل أن خلق السماء والأرض؟ قال: في عماء تحته عماء وفوقه عماء، قال: إن ذلك إشارة إلى أن تلك حالة تجهل ولا يمكن الوقوف عليها، والعمية الجهل، والمعامي الاغفال من الأرض التي لا أثر بها.
عن: عن: يقتضى مجاوزة ما أضيف إليه، تقول حدثتك عن فلان وأطعمته عن جوع، قال أبو محمد البصري: عن يستعمل أعم من على لأنه يستعمل في الجهات الست ولذلك وقع موقع على في قول الشاعر:
* إذا رضيت على بنو قشير * قال: ولو قلت أطعمته على جوع وكسوته على عرى لصح.
عنب: العنب يقال لثمرة الكرم، وللكرم نفسه، الواحدة عنبة وجمعه أعناب، قال: (ومن ثمرات النخيل والأعناب) وقال تعالى: (جنة من نخيل وعنب - وجنات من أعناب - حدائق وأعنابا - وعنبا وقضبا وزيتونا - جنتين من أعناب) والعنبة بثرة على هيئته.
عنت: المعانتة كالمعاندة لكن المعانتة أبلغ لأنها معاندة فيها خوف وهلاك ولهذا يقال عنت فلان إذا وقع في أمر يخاف منه التلف يعنت عنتا، قال (لمن خشي العنت منكم - ودوا ما عنتم - عزيز عليه ما عنتم - وعنت الوجوه للحي القيوم) أي ذلت وخضعت ويقال أعنته غيره (ولو شاء الله لأعنتكم) ويقال للعظم المجبور إذا أصابه ألم فهاضه قد أعنته.
عند: عند: لفظ موضوع للقرب فتارة يستعمل في المكان وتارة في الاعتقاد نحو أن يقال عندي كذا، وتارة في الزلفى والمنزلة، وعلى ذلك قوله (بل أحياء عند ربهم - إن الذين عند ربك لا يستكبرون - فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار - وقال - رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) وعلى هذا النحو قيل: الملائكة المقربون عند الله، قال (وما عند الله خير وأبقى) وقوله (وعنده علم الساعة - ومن عنده علم الكتاب) أي في حكمه وقوله (فأولئك عند الله هم الكاذبون - وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) وقوله تعالى (إن كان هذا هو الحق من عندك) فمعناه في حكمه، والعنيد المعجب بما عنده، والمعاند المباهي بما عنده.
قال (كل كفار عنيد - إنه كان لآياتنا عنيدا)، والعنود قيل مثله، قال: لكن بينهما فرق لان العنيد الذي يعاند ويخالف والعنود الذي يعند عن القصد، قال: ويقال بعير عنود ولا يقال عنيد. وأما العند فجمع عاند، وجمع
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست