وإذا قيل أعطه ضعفي واحد فإن ذلك اقتضى الواحد ومثليه وذلك ثلاثة لان معناه الواحد واللذان يزاوجانه وذلك ثلاثة، هذا إذا كان الضعف مضافا، فأما إذا لم يكن مضافا فقلت الضعفين فإن ذلك يجرى مجرى الزوجين في أن كل واحد منهما يزاوج الاخر فيقتضى ذلك اثنين لان كل واحد منهما يضاعف الاخر فلا يخرجان عن الاثنين بخلاف ما إذا أضيف الضعفان إلى واحد فيثلثهما نحو ضعفي الواحد، وقوله (أولئك لهم جزاء الضعف) وقوله (لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) فقد قيل أتى باللفظين على التأكيد وقيل بل المضاعفة من الضعف لا من الضعف، والمعنى ما يعدونه ضعفا فهو ضعف أي نقص كقوله (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) وكقوله (يمحق الله الربا ويربى الصدقات)، وهذا المعنى أخذه الشاعر فقال:
* زيادة شيب وهي نقص زيادتي * وقوله (فآتهم عذابا ضعفا من النار) فإنهم سألوه أن يعذبهم عذابا بضلالهم، وعذابا بإضلالهم كما أشار إليه بقوله (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم) وقوله (لكل ضعف ولكن لا تعلمون) أي لكل منهم ضعف (ما لكم من العذاب) وقيل أي لكل منهم ومنكم ضعف ما يرى الاخر فإن من العذاب ظاهرا وباطنا وكل يدرك من الاخر الظاهر دون الباطن فيقدر أن ليس له العذاب الباطن.
ضغث: الضغث قبضة ريحان أو حشيش أو قضبان وجمعه أضغاث. قال (وخذ بيدك ضغثا) وبه شبه الأحلام المختلطة التي لا يتبين حقائقها، (قالوا أضغاث أحلام) حزم أخلاط من الأحلام.
ضغن: الضغن والضغن الحقد الشديد، وجمعه أضغان، قال (أن لن يخرج الله أضغانهم) وبه شبه الناقة فقالوا ذات ضغن، وقناة ضغنة عوجاء والأضغان الاشتمال بالثوب وبالسلاح ونحوهما.
ضل: الضلال العدول عن الطريق المستقيم ويضاده الهداية، قال تعالى: (فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها) ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج عمدا كان أو سهوا، يسيرا كان أو كثيرا، فإن الطريق المستقيم الذي هو المرتضى صعب جدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم " استقيموا ولن تحصوا " وقال بعض الحكماء: كوننا مصيبين من وجه وكوننا ضالين من وجوه كثيرة، فإن الاستقامة والصواب يجرى مجرى المقرطس من المرمى وما عداه من الجوانب كلها ضلال.
ولما قلنا روى عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقال: يا رسول الله