السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) فتنبيه منه على إيجاده وقدرته على إفنائه، والسكن السكون وما يسكن إليه، قال تعالى: (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا) وقال تعالى:
(إن صلاتك سكن لهم - وجاعل الليل سكنا) والسكن النار التي يسكن بها، والسكنى أن يجعل له السكون في دار بغير أجرة، والسكن سكان الدار ن حو سفر في جمع سافر، وقيل في جمع ساكن سكان، وسكان السفينة ما يسكن به، والسكين سمى لإزالته حركة المذبوح، وقوله تعالى: (أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) فقد قيل هو ملك يسكن قلب المؤمن ويؤمنه، كما روى أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن السكينة لتنطق على لسان عمر، وقيل هو العقل. وقيل له سكنية إذا سكن على الميل إلى الشهوات، وعلى ذلك دل قوله تعالى: (وتطمئن قلوبهم بذكر الله) وقيل السكينة والسكن واحد وهو زوال الرعب، وعلى هذا قوله تعالى: (أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم) وما ذكر أنه شئ رأسه كرأس الهر فما أراه قولا يصح.
والمسكين قيل هو الذي لا شئ له وهو أبلغ من الفقير، وقوله تعالى: (أما السفينة فكانت لمساكين) فإنه جعلهم مساكين بعد ذهاب السفينة أو لان سفينتهم غير معتد بها في جنب ما كان لهم من المسكنة، وقوله: (ضربت عليهم الذلة والمسكنة) فالميم في ذلك زائدة في أصح القولين.
سل: سل الشئ من الشئ نزعه كسل السيف من الغمد وسل الشئ من البيت على سبيل السرقة وسل الولد من الأب ومنه قيل للولد سليل قال تعالى: (يتسللون منكم لواذا) وقوله تعالى: (من سلالة من طين) أي من الصفو الذي يسل من الأرض وقيل السلالة كناية عن النطفة تصور دونه صفو ما يحصل منه. والسل مرض ينزع به اللحم والقوة وقد أسله الله وقوله عليه السلام:
(لا إسلال ولا إغلال) وتسلسل الشئ اضطرب كأنه تصور منه تسلل متردد فردد لفظه تنبيها على تردد معناه ومنه السلسلة، قال تعالى: (في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا) وقال تعالى:
(سلاسل وأغلالا وسعيرا) وقال: (والسلاسل يسحبون) وروى " يا عجبا لقوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل ". وماء سلسل متردد في مقره حتى صفا، قال الشاعر:
* أشهى إلى من الرحيق السلسل * وقوله: (سلسبيلا) أي سهلا لذيذا سلسا حديد الجرية وقيل هو اسم عين في الجنة وذكر بعضهم أن ذلك مركب من قولهم سل سبيلا نحو الحوقلة والبسملة ونحوهما من الألفاظ المركبة وقيل بل هو اسم لكل