مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٢٣٤
المكان تنبيها أن التوراة وإن كانت تحقق ما فيها فالجاهل لا يكاد يستبينها كالحمار الحامل لها، وقوله تعالى: (بأيدي سفرة كرام بررة) فهم الملائكة الموصوفون بقوله (كراما كاتبين) والسفرة جمع سافر ككاتب وكتبة والسفير الرسول بين القوم يكشف ويزيل ما بينهم من الوحشة فهو فعيل في معنى فاعل، والسفارة الرسالة فالرسول والملائكة والكتب مشتركة في كونها سافرة عن القوم ما استبهم عليهم، والسفير فيما ينكس في معنى المفعول، والسفار في قول الشاعر:
* وما السفار قبح السفار * فقيل هو حديدة تجعل في أنف البعير، فإن لم يكن في ذلك حجة غير هذا البيت فالبيت تحتمل أن يكون مصدر سافرت.
سفع: السفع الاخذ بسفعة الفرس، أي سواد ناصيته، قال الله تعالى: (لنسفعا بالناصية) وباعتبار السواد قيل للأثافي سفع وبه سفعة غضب اعتبارا بما يعلو من اللون الدخاني وجه من اشتد به الغضب، وقيل للصقر أسفع لما به من لمع السواد وامرأة سفعاء اللون.
سفك: السفك في الدم صبه، قال تعالى:
(ويسفك الدماء) وكذا في الجوهر المذاب وفى الدمع.
سفل: السفل ضد العلو وسفل فهو سافل قال تعالى:
(فجعلنا عاليها سافلها) وأسفل ضد أعلى قال تعالى: (والركب أسفل منكم) وسفل صار في سفل، وقال تعالى: (ثم رددناه أسفل سافلين) وقال (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى) وقد قوبل بفوق في قوله (إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم) وسفالة الريح حيث تمر الريح والعلاوة ضده والسفلة من الناس النذل نحو الدون، وأمرهم في سفال.
سفن: السفن نحت ظاهر الشئ كسفن العود والجلد وسفن الريح التراب عن الأرض، قال الشاعر:
* فجاء خفيا يسفن الأرض صدره * والسفن نحو النقض لما يسفن وخص السفن بجلدة قائم السيف وبالحديدة التي يسفن بها وباعتبار السفن سميت السفينة. قال الله تعالى:
(أما السفينة) ثم تجوز بالسفينة فشبه بها كل مركوب سهل.
سفه: السفه خفة في البدن ومنه قيل زمام سفيه كثير الاضطراب وثوب سفيه ردئ النسج واستعمل في خفة النفس لنقصان العقل وفى الأمور الدنيوية والأخروية فقيل سفه نفسه وأصله سفه نفسه فصرف عنه الفعل نحو بطر معيشته. قال في السفه الدنيوي (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) و، وقال في الأخروي
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست