مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٦٩
بذلك نحو: (وما يدريك لعله يزكى - وما يدريك لعل الساعة قريب)، والدراية لا تستعمل في الله تعالى، وقول الشاعر:
* لأهم لا أدرى وأنت الداري * فمن تعجرف أجلاف العرب.
درأ: الدرء الميل إلى أحد الجانبين، يقال قومت درأه ودرأت عنه دفعت عن جانبه، وفلان ذو تدرئ أي قوى على دفع أعدائه، ودارأته دافعته. قال تعالى: (ويدرءون بالحسنة السيئة) وقال: (ويدرأ عنها العذاب) وفى الحديث: " ادرءوا الحدود بالشبهات " تنبيها على تطلب حيلة يدفع بها الحد، قال تعالى (قل فادرءوا عن أنفسكم الموت)، وقوله:
(فادرأتم فيها) هو تفاعلتم أصله تدارأتم فأريد منه الادغام تخفيفا وأبدل من التاء دال فسكن للادغام فاجتلب له ألف الوصل فحصل على افاعلتم. قال بعض الأدباء: ادارأتم افتعلتم، وغلط من أوجه، أولا: أن ادارأتم على ثمانية أحرف وافتعلتم على سبعة أحرف.
والثاني: أن الذي يلي ألف الوصل تاء فجعلها دالا. والثالث: أن الذي يلي الثاني دال فجعلها تاء. والرابع: أن الفعل الصحيح العين لا يكون ما بعد تاء الافتعال منه إلا متحركا وقد جعله هاهنا ساكنا. الخامس:
أن هاهنا قد دخل بين التاء والدال زائد.
وفى افتعلت لا يدخل ذلك. السادس: أنه أنزل الألف منزل العين، وليست بعين.
السابع: أن افتعل قبله حرفان، وبعده حرفان، وادارأتم بعده ثلاثة أحرف.
دس: الدس إدخال الشئ في الشئ بضرب من الاكراه يقال دسسته فدس وقد دس البعير بالهناء، وقيل ليس الهناء بالدس، قال الله تعالى: (أم يدسه في التراب).
دسر: قال تعالى: (وحملناه على ذات ألواح ودسر) أي مسامير، الواحد دسار، وأصل الدسر الدفع الشديد بقهر، يقال دسره بالرمح ورجل مدسر كقولك مطعن، وروى " ليس في العنبر زكاة، إنما هو شئ دسره البحر ".
دسى: قال تعالى:
(وقد خاب من دساها)، أي دسسها في المعاصي فأبدل من إحدى السينات ياء نحو: تطنيت، وأصله تظننت.
دع: الدع الدفع الشديد وأصله أن يقال للعاثر دع دع كما يقال له لعا، قال تعالى:
(يوم يدعون إلى نار جهنم دعا).
وقوله: (فذلك الذي يدع اليتيم) قال الشاعر:
* دع الوصي على قفاء يتيمه * دعا: الدعاء كالنداء إلا أن النداء قد يقال
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست