مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١١٢
والحرير من الثياب ما رق: قال الله تعالى:
(ولباسهم فيها حرير).
حرب: الحرب معروف والحرب السلب في الحرب ثم قد يسمى كل سلب حربا، قال:
والحرب مشتقة المعنى من الحرب وقد حرب فهو حريب أي سليب والتحريب إثارة الحرب ورجل محرب كأنه آلة في الحرب، والحربة آلة للحرب معروفة وأصله الفعلة من الحرب أو من الحراب، ومحراب المسجد قيل سمى بذلك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى وقيل سمى بذلك لكون حق الانسان فيه أن يكون حريبا من أشغال الدنيا ومن توزع الخواطر، وقيل الأصل فيه أن محراب البيت صدر المجلس ثم اتخذت المساجد فسمى صدره به، وقيل بل المحراب أصله في المسجد وهو اسم خص به صدر المجلس، فسمى صدر البيت محرابا تشبيها بمحراب المسجد وكأن هذا أصح قال عز وجل (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) والحرباء دويبة تتلقى الشمس كأنها تحاربها، والحرباء مسمار تشبيها بالحرباء التي هي دويبة في الهيئة كقولهم في مثلها ضبة وكلب تشبيها بالضب والكلب.
حرث: الحرث إلقاء البذر في الأرض وتهيؤها للزرع ويسمى المحروث حرثا، قال الله تعالى: (أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين) وتصور منه العمارة التي تحصل عنه في قوله تعالى: (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب)، وقد ذكرت في مكارم الشريعة كون الدنيا محرثا للناس وكونهم حراثا فيها وكيفية حرثهم وروى " أصدق الأسماء الحارث " وذلك لتصور معنى الكسب منه، وروى " احرث في دنياك لآخرتك "، وتصور معنى التهيج من حرث الأرض فقيل حرثت النار ولما تهيج به النار محرث، ويقال احرث القرآن أي أكثر تلاوته وحرث ناقته إذا استعملها. وقال معاوية للأنصار: ما فعلت نواضحكم؟ قالوا حرثناها يوم بدر. وقال عز وجل: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) وذلك على سبيل التشبيه فبالنساء زرع ما فيه بقاء نوع الانسان كما أن بالأرض زرع ما به بقاء أشخاصهم، وقوله عز وجل: (ويهلك الحرث والنسل) يتناول الحرثين.
حرج: أصل الحرج والحراج مجتمع الشئ وتصور منه ضيق ما بينهما فقيل للضيق حرج وللإثم حرج، قال تعالى: (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا)، وقال عز وجل: (وما جعل عليكم في الدين من حرج) وقد حرج صدره، قال تعالى: (يجعل صدره ضيقا حرجا) وقرئ حرجا أي ضيقا بكفره لان
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست