مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١١٣
الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، وقيل ضيق بالاسلام كما قال تعالى: (ختم الله على قلوبهم) وقوله تعالى:
(فلا يكن في صدرك حرج منه) قيل هو نهى، وقيل هو دعاء، وقيل هو حكم منه، نحو: (ألم نشرح لك صدرك) والمنحرج والمنحوب المتجنب من الحرج والحوب.
حرد: الحرد المنع عن حدة وغضب قال عز وجل (وغدوا على حرد قادرين) أي على امتناع من أن يتناولوه قادرين على ذلك، ونزل فلان حريدا أي متمنعا عن مخالطة القوم، وهو حريد المحل. وحاردت السنة منعت قطرها والناقة منعت درها وحرد غضب وحرده كذا وبعير أحرد في إحدى يديه حرد والحردية حظيرة من قصب.
حرس: قال الله تعالى: (فوجدناها ملئت حرسا شديدا) الحرس والحراس جمع حارس وهو حافظ المكان والحرز والحرس يتقاربان معنى تقاربهما لفظا لكن الحرز يستعمل في الناض والأمتعة أكثر، والحرس يستعمل في الأمكنة أكثر وقول الشاعر:
فبقيت حرسا قبل مجرى داحس * لو كان للنفس اللجوج خلود قيل معناه دهرا، فإن كان الحرس دلالته على الدهر من هذا البيت فقط فلا يدل فإن هذا يحتمل أن يكون مصدرا موضوعا موضع الحال أي بقيت حارسا ويدل على معنى الدهر والمدة لا من لفظ الحرس بل من مقتضى الكلام.
وأحرس معناه صار ذا حراسة كسائر هذا البناء المقتضى لهذا المعنى، وحريسة الجبل ما يحرس في الجبل بالليل. قال أبو عبيدة:
الحريسة هي المحروسة، وقال الحريسة المسروقة يقال حرس يحرس حرسا وقدر أن ذلك لفظ قد تصور من لفظ الحريسة لأنه جاء عن العرب في معنى السرقة.
حرص: الحرص فرط الشره وفرط الإرادة قال عز وجل (إن تحرص على هداهم) أي إن تفرط إرادتك في هدايتهم وقال تعالى:
(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) وقال تعالى (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) وأصل ذلك من حرص القصار الثوب أي قشره بدقه والحارصة شجة تقشر الجلد، والحارصة والحريصة سحابة تقشر الأرض بمطرها.
حرض: الحرض ما لا يعتد به ولا خير فيه ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك حرض، قال عز وجل (حتى تكون حرضا) وقد أحرضه كذا قال الشاعر:
* إني أمرؤ نابني هم فأحرضني * والحرضة من لا يأكل إلا لحم الميسر لنذالته، والتحريض الحث على الشئ بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه كأنه في الأصل إزالة الحرض نحو مرضته وقذيته أي أزلت
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست