تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٨٨
بسم الله الرحمن الرحيم * (يا أيها المدثر (1) ثم فأنذر (2)).
قوله تعالى: * (يا أيها المدثر) معناه: يا أيها المتدثر، مثل قوله: * (يا أيها المزمل) أي: المتزمل.
والفرق بين الشعار والدثار، أن الشعار هو الثوب الذي يلي جلد الإنسان، والدثار هو الثوب الذي فوق ذلك.
وقد روى معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: ' بينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء، فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء [جالسا] على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبا، فرجعت وقلت: زملوني دثروني، فأنزل الله تعالى: * (يا أيها المدثر)، وهذا خبر متفق على صحته.
قال رضي الله عنه: أخبرنا به أبو محمد عبد الله بن محمد ابن أحمد، أخبرنا أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار، أخبرنا أبو بكر محمد بن زكريا [العذافري]، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أخبرنا عبد الرزاق عن معمر... الخبر.
قوله تعالى: * (قم فأنذر) قال أبو الحسين بن فارس: القيام في لغة العرب على وجهين: قيام جد وعزم، وقيام انتصاب، فقيام الانتصاب معلوم، وقيام الجد والعزم فهو مثل قول الشاعر:
(قد رضيناه فقم فسمه *) قاله لبعض الخلفاء في بعض ولاة العهد.
وقال الضحاك: كان النبي قائما فنزل
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»