تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٨٣
* (السماء منفطر به كان وعده مفعولا (18) إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا (19) إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من) وقوله: * (السماء منفطر به) قد ورد عن كثير من السلف أن قوله: * (منفطر به) أي: بالله، وهو نزول يوم القيامة لفصل القضاء بلا كيف.
وقيل: السماء منفطر به أي: فيه، يعني أن السماء منشقة في يوم القيامة.
ذكره أبو جعفر النحاس، وذكر أنه أحسن المعاني.
وقوله: * (كان وعده مفعولا) أي: متحققا كائنا لا محالة.
قوله تعالى: * (إن هذه تذكرة) أي: السورة تذكرة عبرة عظة.
قوله: * (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) أي: طريقا ووجهة إلى الله تعالى.
قوله تعالى: * (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه) وقرئ: ' ونصفه ' فمن قرأ بفتح الفاء نصبه على تفسير الأدنى، ومن قرأ بكسر الفاء، أي: أدنى من نصفه.
وقوله: * (وثلثه) معطوف [على] النصف في القراءتين.
وقوله: * (وطائفة من الذين معك) قد بينا أن النبي وأصحابه قاموا حولا حتى تورمت أقدامهم.
وفي التفسير: أنهم كانوا يقومون جميع الليل مخافة أن ينقصوا من المقدار المفروض.
واختلف القول في أنه كان القيام مفروضا على النبي وجميع أصحابه أو على النبي وحده؟
ففي أحد القولين: أنه كان مفروضا عليه وعلى جميع أصحابه.
وفي قول آخر: كان مفروضا عليه وحده [ذكره] أبو الحسن الماوردي، وذكر أيضا قولين في أنه هل بقي عليه قيام الليل بعد النسخ؟
(٨٣)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»