تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٨٤
* (الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن) فأحد القولين: أن النسخ كان في حق الصحابة، وأما في حقه بقي إلى أن توفاه الله تعالى.
والقول الثاني: أنه صار منسوخا في حقه والصحابة جميعا، وإنما بقي التنفل والتطوع به فحسب.
وقوله: * (والله يقدر الليل والنهار) أي: لا يفوت عن علمه ساعات الليل والنهار، فيعلم ما يقومون من ذلك وما يتركون.
وقوله: * (علم أن لن تحصوه) أي: لن [تطيقوه].
والمعنى: أنه يشق عليكم معرفة مقدار المفروض والقيام بالأمر، وذلك لأن الإنسان إذا نام ثم استيقظ لا يدري وكم نام وكم بقي من الليل، وقد كان الله تعالى فرض قيام الليل على مقدار معلوم، وهو لا ينقص من الثلث، ويبلغ الثلثين إن أراد.
وقوله: * (فتاب عليكم) أي: نسخة عليكم ورفضه، ومعنى التوبة هو الرفع والعفو هاهنا.
وقوله: * (فاقرءوا ما تيسر من القرآن) فيه قولان:
أحدهما: صلوا ما تيسر من (الصلاة)، وهذا على طريق النافلة والتطوع لا على طريق الفرض.
وقال الحسن وقتادة: يجب قيام الليل ولو حلب شاة لهذه الآية. والأصح هو القول الأول؛ ' لأنه قد ثبت أن النبي جاءه أعرابي ثائر الرأس يسمع دوي صوته، ولا يفهم ما يقول... الخبر إلى أن قال: هل على غيرهن؟ قال: لا، إلا أن
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»