تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٤٤
* (وللآخرة خير لك من الأولى (4) ولسوف يعطيك ربك فترضى (5) ألم يجدك يتيما فآوى (6) ووجدك ضالا فهدى (7)).
وقوله: * (وللآخرة خير لك من الأولى) يعني: ثواب الله خير لك من نعيم الدنيا، وقد روى أن عمر - رضي الله عنه - دخل على النبي فرآه مضجعا على حصير، قد أثر الحصير في جنبه، فبكى عمر - رضي الله عنه - فقال رسول الله: ' وما يبكيك يا عمر؟ فقال: ذكرت كسرى وقيصر وما هما فيه من النعيم، وذكرت حالك وأنت رسول الله.
فقال له النبي: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا '.
وقوله: * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) أي: من الثواب والكرامة والمنزلة حتى [ترضى]، وفي بعض التفاسير: هو ألف قصر من اللؤلؤ وترابها المسك، والقول الثالث: أنه الشفاعة لأمته، وعن محمد بن علي الباقر قال: إنكم تقولون: إن أرجى آية في كتاب الله تعالى قوله: * (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الآية، ونحن نقول: أرجى آية في كتاب الله تعالى هو قوله: * (ولسوف يعطيك ربك فترضى) يعني: أنه يشفعه في أمته حتى يرضى.
قوله تعالى: * (ألم يجدك يتيما فآوى) سماه يتيما؛ لأن أباه توفي وهو حمل، وقيل: بعد ولادته بشهرين، وتوفيت أمه وهو ابن ست سنين، وكفله جده عبد المطلب، ثم مات وهو ابن ثمان سنين، وكفله عمه أبو طالب، ومعنى قوله: * (فأوى) أي: جعل لك مأوى، وهو أبو طالب، والمعنى: يأوي إليه، وتوفي أبو طالب قبل الهجرة بثلاث سنين.
وقوله: * (ووجدك ضالا فهدى) أي: عن الشرائع والإسلام فهداك إليها، ويقال: عن النبوة، وقيل: ووجدك ضالا أي: غافلا عما يراد بك فهداك إليه، وهو أحسن
(٢٤٤)
مفاتيح البحث: محمد بن علي (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»