تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٦٨
* (وإذا الصحف نشرت (10) وإذا السماء كشطت (11) وإذا الجحيم سعرت (12) وإذا الجنة أزلفت (13) علمت نفس ما أحضرت (14) فلا أقسم).
قوله تعالى: * (وإذا الصحف نشرت) يعني: على الخلائق، فمنهم من يعطي بيمينه، ومنهم من يعطي بشماله.
وقوله: * (وإذا السماء كشطت) وقرأ ابن مسعود: ' قشطت ' وهما بمعنى واحد، كالكافور والقافور.
وقوله: * (كشطت) أي: قلعت، وقيل: نزعت.
وقوله: * (وإذا الجحيم سعرت) أي: أوقدت، وهي توقد مرة بعد مرة فاستقام على هذا الكلام.
قال قتادة: سعره غضب الله وخطايا بني آدم.
وقوله: * (وإذا الجنة أزلفت) أي: قربت وأدنيت، وهي للمتقين.
وقوله: * (علمت نفس ما أحضرت) قال الربيع بن خثيم: إلى هذا جرى الكلام، وحكى معنى هذا عن ابن عباس.
والمعنى: أنه إذا كانت هذه الأشياء علمت نفس ما أحضرت يعني: من الخير والشر.
قوله تعالى: * (فلا أقسم بالخنس) قال علي - رضي الله عنه - هي خمسة كواكب: بهرام، وعطارد، وزحل، والزهرة، والمشتري، وذكر بعضهم الشمس والقمر في ذلك.
وعن بعضهم: أنها جميع النجوم.
وقوله: * (الخنس) أي: تغيب في سيرها، وقيل: تغيب في النهار، وتظهر بالليل، وقيل: ترجع في مسيرها من المغرب، وذلك ظاهر في الكواكب الخمسة.
وقوله: * (الجوار الكنس) أي: النساء السائرات الكنس، والكنس المستترات عن الأبصار.
وقيل: بالغروب، وقيل: بالنهار.
وهذه الكواكب هي الكواكب التي يسميها المنجمون المتحيرة، وقد تفردت حيث تسير بخلاف سائر الكواكب؛ لأن سائر الكواكب تسير من المشرق إلى المغرب، وهي تسير من المغرب إلى المشرق، ويحيلون
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»