* (وجنة النعيم (89) وأما إن كان من أصحاب اليمين (90) فسلام لك من أصحاب اليمين (91) وأما إن كان من المكذبين الضالين (92) فنزل من حميم (93) وتصلية جحيم (94) إن هذا لهو حق اليقين (95) فسبح اسم ربك العظيم (96)) * * لا، إن المؤمن إذا بشر برحمة من الله أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بالنار كره لقاء الله وكره الله لقاءه ' وقرأ هذه الآية.
قوله تعالى: * (وأما إن كان من أصحاب اليمين) قد بينا أصحاب اليمين.
وقوله: * (فسلام لك من أصحاب اليمين) أي: تسلم الملائكة عليهم. وقيل: يسلم الله عليهم، فيقول: سلام عليك. ولك بمعنى عليك.
وقوله تعالى: * (من أصحاب اليمين) أي: لأنك من أصحاب اليمين. وهذا قول كثير من المفسرين. وقال بعضهم: الخطاب للنبي ومعناه: أبشر بالسلامة لأصحاب اليمين، كأنه يقول: لا تشغل قلبك بهم، فإنهم قد نالوا السلامة. وقيل: المراد من الآية تسليم بعضهم على بعض، كأن بعضهم يسلم على بعض، ويهنئ بالسلامة.
قوله تعالى: * (وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم) أي: المعد له شراب من حميم.
وقوله: * (وتصلية جحيم) أي: دخول الجحيم يقال: أصلى كذا أي: قاسه، فعلى هذا تصلية جحيم أي: مقاساة الجحيم.
قوله تعالى: * (إن هذا لهو حق اليقين) أي: محض اليقين، يشير إلى أنه كائن لا خلف فيه. ويقال معناه: إنه يقين أحق اليقين، كما يقال: حق عالم أي: عالم حق.
وقوله: * (فسبح باسم ربك العظيم) أي: نزه ربك وعظمه، كأنه أرشده إلى الاشتغال بثنائه وتسبيحه وتقديسه ليصل إلى درجة المقربين.