تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٥٢
* (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال (41) في سموم وحميم (42) وظل من يحموم (43) لا بارد ولا كريم (44) إنهم كانوا قبل ذلك مترفين (45)) * * الآية: * (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) وقال: ' الثلتان من أمتي '. فعلى هذا الثلة الأولى هم الذين عاينوا النبي وآمنوا به، والثلة الثانية هم الذين آمنوا به ولم يروه.
فإن قيل: كيف وجه الجمع بين هذه الآية وبين الآية التي تقدمت، وهي قوله: * (وقليل من الآخرين) والجواب: قد روينا أن تلك الآية لما نزلت حزن أصحاب رسول الله، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وذكرنا معنى القليل، وهم من عاين النبي واتبعه، فعلى هذا معنى الثلة هاهنا جميع من اتبعه، عاينه أو لم يعاينه.
قوله تعالى: * (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) فقد ذكرنا معناه.
قوله: * (في سموم) هي الريح الحارة. وقيل: إنه اسم جهنم.
وقوله: * (وحميم) أي: الماء الذي انتهى حره. وفي التفسير: أنه يخرج من صخرة في جهنم. وفي التفسير أيضا عن ابن مسعود: أن أنهار الجنة تخرج من جبل من الكافور في الجنة.
وقوله: * (وظل من يحموم) أي: دخان أسود يغشي أهل النار، ويصيبهم من حره ما يغلي دماغهم. وعن بعضهم: أن اليحموم اسم من أسماء جهنم. وعن (ابن البريدة): أن اليحموم جبل في النار يظل أهل النار مدة أن يستظلوا بظله، فيؤذن لهم بعد مدة، فيصيبهم من حره ما يستغيثون منه، ويكون ذلك أشد عليهم مما كانوا فيه.
وقوله: * (لا بارد ولا كريم) أي: لا بارد المدخل، ولا كريم المنظر. قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعا في كل ما يبقى عنه، وصف يراد به الذم. يقول: هذه الدار ليست بواسعة ولا كريمة، وهذا الفرس ليس بجواد ولا كريم.
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 349 350 352 353 354 355 356 357 ... » »»