تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٥٩
* (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم (76) إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون (78) لا) * * وغيرهم أن مواقع النجوم هاهنا نجوم القرآن، ومعنى المواقع نزوله نجما نجما. وفي الخبر: أن الله تعالى أنزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا، ثم أنزل نجما نجما في ثلاث وعشرين سنة إلى النبي.
وفي الآية قول ثالث: وهو أن المراد من مواقع النجوم انتثارها وتساقطها يوم القيامة.
وقوله: * (وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) قال ذلك لان قسم الله عظيم، وكل ما أقسم به. ويقال: إن تخصيصه هذا القسم بالعظم؛ لأنه أقسم بالقرآن على القرآن؛ قاله القفال الشاشي.
وقوله: * (إنه لقرآن كريم) هو موضع القسم، وهو المقسم [عليه].
وقوله: * (كريم) أي: كثير الخير والبركة. تقول العرب: هذه الناقة كريمة، وهذه النخلة كريمة، إذا كثرت فوائدها ومنافعها.
قوله: * (في كتاب مكنون) أي: مصون، وقد فسر باللوح المحفوظ، وفسر أيضا بكتاب في السماء عند الملائكة فيه القرآن.
وقوله: * (لا يمسه إلا المطهرون) أكثر المفسرين على أن المراد به أنه لا يمس ذلك الكتاب إلا الملائكة المطهرون. قال قتادة: فأما المصحف يمسه كل أحد، وإنما المراد ذلك الكتاب في السماء. والقول الثاني: أن المراد به المصحف، وقوله: * (لا يمسه إلا المطهرون) خبر بمعنى النهي أي: لا تمسوه إلا على الطهارة. وقد ورد أن النبي كتب في كتاب عمرو بن حزم ' ولا يمس القرآن إلا طاهر '. وعن علقمة والأسود
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»