تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٥٠
* (ممنوعة (33) وفرش مرفوعة (34) إنا أنشأناهن إنشاء (35)) أي: لا يكون في حين دون حين، ولا ممنوعة أي: لا يخطر عليها كما يخطر على البساتين في الدنيا، وقيل: لا مقطوعة: لا ينقطع أبدا، والمعنى على هذا أنها إذا جنيت ظهر مكانها في الحال مثلها أو خير منها.
وقوله: * (ولا ممنوعة) أي: لا يمنع الأخذ منها، وقيل: لا يمنع الأخذ بعد ولا شوك. وعن ابن شوذب قال: رأيت الحجاج بن فرافصة واقفا في سوق الفاكهة بالبصرة، فقلت: ما تصنع هاهنا؟ فقال: أنظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة.
وقوله تعالى: * (وفرش مرفوعة) أي: عالية، ويقال: بعضها فوق بعض. وروى أبو سعيد الخدري أن النبي قال: ' ارتفاعها ما بين السماء والأرض، ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام '. وذكر أبو عيسى الترمذي هذا الحديث في كتابه، وقال: هو غريب. وذهب جماعة من التابعين أن الفرش المرفوعة هاهنا هي النساء، والعرب تسمي المرأة فراش الرجل ولحافه. وسماهن مرفوعة؛ لأنهن رفعن بالفضل والجمال والكمال. والعرب تسمي كل فاضل رفيعا. ويقال: سماهن فرشا؛ لأنهن على الفرش، فكنى بالفرش عنهن.
قوله تعالى: * (إنا أنشأناهن إنشاء) فيه قولان: لأنهن الحور، ومعنى الإنشاء فيهن أن الله تعالى يجعل الصبايا والعجز على سن واحدة في الصورة والشباب. وعن بعض التابعين أنه قال في هذه الآية: هن العجز الرمص العمش. وفي بعض الروايات عن النبي أنه قال: ' تفضل المرأة الصالحة في الحسن على الحور
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 349 350 352 353 354 355 356 ... » »»