تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٤٤
* (جنات النعيم (12) ثلة من الأولين (13) وقليل من الآخرين (14)) * * الظالمون لأنفسهم، وأصحاب الميمنة هم المقتصدون، والسابقون هم السابقون بالخيرات. والقول الأول هو الأصح، وأن أصحاب المشأمة هم الكفار؛ ولأن الله تعالى قال بعده: * (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم) ووصفهم بالكفر على ما سيأتي.
وقوله: * (في جنات النعيم) ذكر النقاش في تفسيره عن النبي في وصف جنة النعيم: ' أن لبنة منها فضة، ولبنة ذهب، وطينها المسك، وترابها الزعفران، وحصباءها الدر والياقوت '.
قوله: * (ثلة من الأولين) أي: جماعة من الأولين، ولفظ الثلة مأخوذ من الثل وهو القطع.
وقوله: * (وقليل من الآخرين) اختلف أهل التفسير فيه على القولين: أحدهما: أن المراد من الأولين هم أتباع الأنبياء المتقدمين قبل نبينا محمد.
وقوله: * (وقليل من الآخرين) هم من أمة محمد.
والقول الثاني: أنهما جميعا من هذه الأمة، وقد روي هذا في خبر مرفوع، وهو قول الحسن وابن سيرين. فإن قيل على القول الأول: كيف يستقيم هذا، وأتباع الرسول من المؤمنين أكثر من أتباع الأنبياء؟ والجواب: أن المراد من الأولين هو من رأى جمع الأنبياء وآمن بهم، ومن الآخرين من رأى محمدا وآمن به، وعلى القطع
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 349 350 ... » »»