* (لمغرمون (66) بل نحن محرومون (67) أفرأيتم الماء الذي تشربون (68) أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون (69) لو نشاء جعلنا أجاجا) * * وقوله: * (إنا لمغرمون) أي: معذبون. قاله مجاهد. وقال قتادة: ملقون بالشر، وعن بعضهم: أنه من الغرام، وهو الهلاك. وقيل: من الغرم؛ لأنهم غرموا ولم يصيبوا شيئا.
وقوله: * (بل نحن محرمون) أي: حرمنا الجد، ولم نصل إلى ما كنا نأمله ونرجوه. وعن تغلب: أن المغرم هو المولع، يقال: فلان مغرم أي: مولع به، فعلى هذا معنى قوله: * (إنا لمغرمون) أي: ولع بنا المصيبة والحرمان. ويقال: إنا لمغرمون أي: غرمنا كما غرمنا ولم نصب شيئا، وقال الشاعر في الغرم بمعنى العذاب:
(ويوم النيار ويوم الجفا * ركانا عذابا فكانا غراما) قوله تعالى: * (أفرأيتم) هذا مذكور للتنبيه على ما فيه من الدليل.
وقوله: * (الماء الذي تشربون) معلوم.
وقوله: * (أأنتم أنزلتموه من المزن) أي: من السحاب. قال نفطويه: المزن هو السحاب الملآن من الماء، قال جرير:
(كأنها مزنة غراء رائحة أو * درة لا يواري لونها الصدف) وقوله: * (أم نحن المنزلون) أي: نحن أنزلنا الماء من المزن، ولم تنزلوه أنتم، ينبههم بذلك على عظيم قدرته.
قوله تعالى: * (لو نشاء جعلناه أجاجا) أي: مرا شديد المرارة. وقيل: ملحا شديد الملوحة. يقال: أج الماء تأج إذا ملح. والمعنى: أنا لو نشاء جعلناه أجاجا بحيث لا يمكن شربه، ينبههم بذلك على الشكر. وفي بعض الأخبار: أن النبي كان إذا