تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ٣٤٧
* (ولا ينزفون (19) وفاكهة مما يتخيرون (20) ولحم طير مما يشتهون (21) وحور عين (22) كأمثال اللؤلؤ المكنون (23) جزاء بما كانوا يعملون (24) لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما (25) إلا قليلا سلاما سلاما (26)) * * وقوله: * (لا يصدعون عنها) أي: لا يلحقهم من شربها صداع مثل ما يصيب شارب الخمر في الدنيا.
وقوله: * (ولا ينزفون) أي: ولا تذهب عقولهم. وقيل: لا يسكرون. وقيل: لا تتغير ألوانهم، وقيل: لا يقيئون مثل ما يقئ شارب الخمر في الدنيا. وفي اللغة يسمى ذاهب اللون منزوفا، وذاهب العقل نزيفا، وكذلك العطشان، قال الشاعر:
(فلثمت فاها آخذا بقرونها * شرب النزيف ببرد ماء الحشرج) وقرأ ابن مسعود: ' ولا ينزفون ' بكسر الزاي، ومعناه: لا تفنى خمرهم.
قوله تعالى: * (وفاكهة مما يتخيرون) أي: يختارون.
وقوله تعالى: * (ولحم طير مما يشتهون) أي: يريدون.
وقوله: * (وحور عين) بالرفع فيهما، وقرئ بالكسر فيهما، وقرئ بالفتح فيهما في الشاذ، فعلى الرفع معناه: ولهم حور عين، وعلى الكسر معناه: ويطاف عليهم بحور عين، وعلى النصب معناه: ويعطون حورا عينا. والمشهور بالرفع والخفض، وسميت الحور حورا؛ لبياضهن وشدة سواد أعينهن، وقيل: سمين حورا؛ لأن الطرف يحار فيهن.
وقوله: * (عين) أي: حسان الأعين، وهو ما ذكرنا من بياض البشرة وسواد الحدقة.
وقوله: * (كأمثال اللؤلؤ المكنون) أي: اللؤلؤ المكنون في أصدافه لم تنله يد.
وقوله: * (جزاء بما كانوا يعملون) أي: ثوابا لهم لعملهم.
قوله تعالى: * (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما) أي: كلاما باطلا، وكلاما يأثم به قائله، واللغو كل ما يلغى.
وقوله: * (إلا قليلا سلاما سلاما) معناه: إلا قولهم السلام بعد السلام، والتحية بعد
(٣٤٧)
مفاتيح البحث: شرب الخمر (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 349 350 352 353 354 ... » »»