* (آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير (56) لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس) * * وقوله: * (إن في صدورهم إلا كبر) أي: ما في صدورهم إلا كبر. والكبر الذي في صدورهم هو الاستكبار عن الإقرار بالتوحيد. ويقال: طلب الغلبة والعلو علو محمد.
وقوله: * (ما هم ببالغيه) أي: ما هم ببالغي إرادتهم، وكان مرادهم أن يهلك محمد ويهلك أصحابه، ويندرس أثره ويصيروا حكاية. ويقال: كان مرادهم أن يغلبوا محمدا ويعلو أمرهم أمره. وفي الآية قول ثالث، قاله ابن جريج وغيره.
(وهذا أن) الآية نزلت في اليهود فكانوا يقولون: يخرج منا في آخر الزمان من يغلب على جميع الأرض، ويكون البحر إلى ركبتيه، والسحاب على رأسه، ويقتل ويحيي، ومعه جبل من جنة، وجبل من نار. قالوا: يعني أهل العلم وهو الدجال الذي ذكره الرسول، فلما قالوا هذا أنزل الله تعالى هذه الآية.
ومعنى قوله: * (ما هم ببالغيه) على هذا القول أن الغلبة لا تكون للدجال على المسلمين، بل تكون للمسلمين على الدجال، فإن عيسى عليه السلام ينزل ويقتل الدجال نصرة للمسلمين.
وقوله: * (فاستعذ بالله) أي: من شرك الدجال على هذا القول.
وقوله: * (إنه هو السميع البصير) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) أي: رفع السماوات بغير عمد، وإجراء الكواكب والشمس والقمر في مجاريها، وبسط الأرض، ونصب الجبال أهول في قلوب الناس من خلق الآدميين. ويقال: لخلق السماوات والأرض أكبر من قتل الدجال واحدا وإحيائه، فالناس هاهنا: هو الدجال على هذا القول.
وقوله: * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أي: لا يعلمون حقيقة الأمور.