* (الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون (7) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون (8) قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين (9) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في) * * قاله الحسن البصري وجماعة.
وقوله: * (وهم بالآخرة هم كافرون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) أي: غير مقطوع، ويقال معناه: غر ممنون عليهم.
قوله تعالى: * (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) قال ابن عباس: يوم الأحد ويوم الاثنين. فإن قال قائل: ما الحكمة في خلقها في يومين، وقد كان قادرا على خلقها في ساعة وأقل من ذلك؟ قلنا: خلق في يومين ليرشد خلقه إلى الإناة في الأفعال؛ وليكون أبعد من توهم اتفاق أو فعل طبع، ولأنه لا سؤال عليه في خلقه فكيفما شاء خلق.
وقوله: * (وتجعلون له أندادا) أي: أشباها وأمثالا وشركاء. قال حسان بن ثابت:
(أتهجوه ولست له بند * فشركما لخير كما الفداء) قال أهل المعاني: قوله * (وتجعلون له أندادا) أي: تطيعون غيره في معاصيه. وقال بعضهم: من ذلك أن يقول الرجل: لولا كلبة فلان لدخل اللصوص داري، ولولا إرشاد فلان لهلكت، وما أشبه ذلك.
وقوله: * (ذلك رب العالمين) أي: الذي فعل ذلك الفعل هو رب العالمين.
قوله تعالى: * (وجعل فيها رواسي) أي: جبالا رواسي، وسماها رواسي لثبوتها. وفي القصة: أن الله تعالى لما خلق الأرض جعلت تميد ولا تستقر، فخلق الله الجبال عليها فاستقرت، فهو معنى قوله: * (وجعل فيها رواسي من فوقها).
وقوله: * (وبارك فيها) أي: أكثر فيها البركة. والبركة: المنافع، ومن بركاتها