تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٩٥
* (من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتم ما ليس في قلوبهم قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا (11) بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في) * * بالشغل في الأموال والأولاد، فلما رجع رسول الله جاءوا معتذرين، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.
وقوله * (شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا) أي أطلب لنا المغفرة من الله تعالى وقوله: * (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) يعني: أنهم لا يبالون استغفرت لهم أو تركت الاستغفار لهم لنفاقهم، وإنما يظهر طلب الاستغفار تقية وخوفا. وهذا في المنافقين من هذه القبائل لا في جميعهم، فإنه قد كان فيهم مسلمون محققون إسلامهم.
وقوله: * (قل فمن يملك لكم من الله شيئا) أي: يدفع عنكم عذاب الله، ومن يمنعكم من الله إن أراد عقوبتكم.
وقوله: * (إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا) أي: ليس الأمر في جميع هذا إلا بيده وقوله. بل كان الله بما تعملون خبيرا) أي: عليما. ويقال في قوله: * (شغلتنا أموالنا) أي: ليس لنا من يقوم بها.
وقوله: * (وأهلونا) أي: ليس لنا من يخلفنا في القيام بأمرهم.
وقوله: * (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) قال ابن عباس: كان في قلوبهم الشك.
وقوله: * (قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا) أي: الهزيمة.
وقوله: * (أو أراد بكم نفعا) أي: النصرة والغنيمة.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»