تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٥٠
* (وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين (6) وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين (7) أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم (8) قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي) ولم يسمعوا كلامهم.
قوله تعالى: * (وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء) أي: الأصنام كانوا لهم أعداء، * (وكانوا بعبادتهم كافرين) يعني: أنهم يقولون: ما دعوناكم إلى عبادتنا.
قوله تعالى: * (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين).
قوله تعالى: * (أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا) في التفسير: أن أبا جهل قال للنبي: يا محمد، إنك تفتري على الله حيث تزعم أن هذا القرآن من وحيه وكلامه، وإنما هو كلام تقوله من تلقاء نفسك.
وقوله: * (فلا تملكون لي من الله شيئا) أي: إن افتريت على الله وعاقبني لا تملك دفع عقوبته عني.
وقوله: * (هو أعلم بما تفيضون فيه).
وقوله: * (كفى به شهيدا بيني وبينكم) أي: كفى بالله شهيدا بيني وبينكم.
وقوله: * (وهو الغفور الرحيم) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (قل ما كنت بدعا من الرسل، وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) معناه: ما كنت أول رسول أرسل إلى بني آدم، وقوله: * (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) قال الحسن البصري: هذا في الدنيا، فأما في الآخرة فلا، ومعناه: في الدنيا ولا أدري أترك بينكم أو أقتل؟ ويقال: لا أدري أخرج كما أخرجت الأنبياء من قبل أو
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»