* (يهدي القوم الظالمين (10) وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه) وفي الآية قول آخر: وهو أن المراد به رجل من بني إسرائيل على الجملة، وعلى هذا في الكتاب الآية مكية مثل سائر آيات السورة. وفي الآية قول ثالث: وهو أن الشاهد من بني إسرائيل هو موسى عليه السلام شهد بمثل ما شهد به الرسول من وحدانية الله تعالى، وأن عبادة الأصنام باطلة، وهذا قول مسروق وغيره، وفي بعض التفاسير: أن قوله: * (وشهد شاهد من بني إسرائيل) هو يامين بن يامين، وكان من علماء اليهود أسلم على يد النبي، والقول الأول هو المشهور.
وقوله تعالى: * (فآمن واستكبرتم) أي: آمن بما جاء به من محمد، وتعظمتم أنتم عن الإيمان به بعد ظهور الحق.
وقوله: * (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ظاهر المعنى. وفي التفسير: أن في الآية حذفا، وتقديره: ' قل أرأيتم إن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ألستم قد ظلمتم وأتيتم بالقبيح الذي لا يجوز ' ثم قال: * (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ابتداء، يعني: الكافرين.
قوله تعالى: * (وقال الذين كفروا للذين آمنوا...) الآية. روى أن أمة يقال لها: (زنيرة) أسلمت فقال مشركو قريش: لو كان في هذا الدين خير ما سبقتنا إليه هذه الأمة، ويقال: كانت آمة لعمر بن الخطاب. وفي بعض التفاسير: أن هذه الأمة عميت بعدما أسلمت، فقال الكفار: إنما أصابها ما أصابها بإسلامها، فرد الله عليها بصرها.
وفي الآية قول آخر: وهو أن مزينة وجهينة وغفار وأسلم آمنوا بالنبي، وهي قبائل حول المدينة، فقال بنو عامر وغطفان وأسد وأشجع، وهؤلاء رؤوس قبائل العرب: لو كان في الدين خير ما سبقتنا إليه مزينة وجهينة وأسلم وغفار رعاة البهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية ردا عليهم.
وقوله: * (وإذا لم يهتدوا به) أي: بالقرآن وبما جاء به محمد.