* (ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين (4) ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون (5)) * * وقوله: * (أو أثارة من علم) قال أبو عبيدة: أي: بقية من علم. يقال: ناقة ذات أثارة أي: بقية من سمن، ويقال: أو أثارة من علم مأثور، ومعناه: إن كان [عندكم] كتاب من كتب الأولين، أو علم مأثور [عنهم] ترونه يدل على صدق ما قلتم فأتوا بذلك، وأرونيه إن كنتم صادقين. ويقال: ' أو أثارة من علم ' هو الخط، وهذا حكي عن ابن عباس، وروى منصور عن (ابن إبراهيم) أن نبيا من الأنبياء كان يخط له، وكان ذلك هو الوحي إليه، وقد روي هذا في خبر مرفوع.
وفي بعض التفاسير: أن من خط خطه علم علمه، وعن ابن إسحاق قال: أول من خط بالقلم إدريس النبي عليه السلام.
وعن (مطرف بن الوراق) قال: قوله: * (أو أثارة من علم) هو الإسناد.
وقوله: * (إن كنتم صادقين) أي: صادقين فيما تقولونه.
قوله تعالى: * (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة) أي: لا يستجيب أبدا.
وقوله: * (وهم عن دعائهم غافلون) أي: لا يسمعون دعاءهم وإن دعوا، والمراد من الآية هو الأصنام، يعني: كيف يعبدون الأصنام؟ ولو دعوهم لم يستجيبوا لهم