* (ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون (14) إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم ة عائدون (15) يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون (16) ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم (17) أن أدوا إلى عباد الله إني لكم رسول أمين (18)) * * والاتعاظ، وقوله: * (مبين) أي: موضح، * (أنى) بمعنى: كيف.
قوله تعالى: * (ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون) والمعنى: أين لهم الاتعاظ والتذكر، وقد تولوا عن مثل هذا الرسول وأعرضوا عنه، وزعموا أنه معلم مجنون، ومعنى قوله: * (معلم) أي: علمه جبر غلام ابن الحصرمي وعداس، وقد ذكرنا من قبل.
قوله تعالى: (إنا كاشفوا العذاب قليلا) أي: بدعاء النبي، والعذاب هو الدخان والقحط الذي ذكرنا، وقوله: * (قليلا) أي: مدة قليلة.
وقوله: * (إنكم عائدون) أي: عائدون إلى الكفر، وقيل: صائرون إلى العذاب وهو النار.
وقوله تعالى: * (يوم نبطش البطشة الكبرى) فيه قولان أحدهما: أنه يوم بدر، والبطشة الكبرى بالأسر والقتل، والقول الآخر: أنه القيامة، وهو الأصح.
وقوله: * (إنا منتقمون) أي: منتقمون بالعقوبة من الكفار.
قوله تعالى: * (ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون) أي: ابتلينا.
وقوله: * (وجاءهم رسول كريم) أي: كريم على الله، ويقال: كريم أي: حسن الأخلاق، وهو موسى عليه السلام.
قوله تعالى: * (أن أدوا إلى عباد الله) أي معناه: أرسلوا معي عباد الله، يعني: بني إسرائيل، وقيل معناه: * (أدوا إلى عباد الله) أي: يا عباد الله، كأنه قال: أجيبوا لي وأطيعون يا عباد الله، فهو معنى الأول.
وقوله تعالى: * (إني لكم رسول أمين) أي: ذو أمانة، وعن أبي بكر الصديق