بسم الله الرحمن الرحيم (* (حم (1) والكتاب المبين (2) إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين (3) فيها يفرق كل أمر حكيم (4)) * * تفسير سورة حم الدخان وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (حم والكتاب المبين) أي: الكتاب الذي بين فيه الحلال والحرام، والثواب والعقاب، والوعد والوعيد.
قوله تعالى: * (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) فيه قولان: أحدهما: أنها ليلة القدر، وهذا قول ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير وأكثر المفسرين.
والقول الثاني: قول عكرمة، وهو أنها ليلة النصف من شعبان، وسماها مباركة لكثرة الخير فيها. والبركة: نماء الخير، ونقيضة الشؤم: نماء الشر. وقيل: مباركة لأنه يرجى فيها إجابة الدعاء.
وقوله: * (إنا أنزلناه) أي: القرآن، وفي معنى هذا الإنزال قولان: أحدهما: أنه أنزل جميع القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم كان جبريل عليه السلام يأتي به شيئا فشيئا إلى أن أنزل جميعه.
والقول الثاني: أن المراد بالإنزال هاهنا ابتداء الإنزال.
ومعنى قوله: * (أنزلناه) أي: ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر.
وقوله: * (إنا كنا منذرين) أي: مخوفين.
قوله تعالى: * (فيها يفرق كل أمر حكيم) أي: يقضي كل أمر محكم، وذلك من الأرزاق والآجال والحياة والموت والخير والشر. قال مجاهد: إلا السعادة والشقاوة