تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٢٠
* (بالحق وهم يعلمون (86) ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون (87) وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون (88) فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون (89)) * * هذا الأنبياء يشفعون، والمؤمنون يشفعون.
وقوله: * (وهو يعلمون) ظاهر المعنى، ومعناه: يشهدون عن علم.
قوله تعالى: * (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون) أي: يصرفون.
قوله تعالى: * (وقيله يا رب) فيه قراءتان معروفتان: ' وقيله ' بنصب اللام، ' وقيله ' بكسر اللام، والقراءة الثالثة: ' قيله ' بالضم، وهي قراءة الأعرج، أما بنصب اللام فمعناه: ويسمع قيله، فهو راجع إلى قوله: * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى) أي: بلى نسمع سرهم ونجواهم، ونسمع قيله. وقال الزجاج: ونعلم قيله، وهو راجع إلى قوله: * (وعنده علم الساعة) ويعلم قيله. وعن بعضهم: ' وقيله ' أي: وقال: قيله أي: قال: قوله من الشكوى عن الكفار يعني: الرسول صلوات الله عليه.
وأما القراءة بكسر اللام فمعناه: وعنده علم قيله، وهو عطف على قوله تعالى: * (وعنده علم الساعة).
وأما رفع اللام فعلى الابتداء، فكأنه قال: وقوله يا رب، إن هؤلاء قوم لا يؤمنون.
قوله تعالى: * (فاصفح عنهم) أي: أعرض عنهم، وهذا قبل نزول آية السيف. [فنسخت] بآية السيف.
وقوله: * (وقل سلام) أي: قل ما تسلم به عن شرهم، قال الحسن: ' وقل سلام ' أي: احلم عنهم. ويقال: هذا سلام توديع، وليس بسلام تحية.
وقوله: * (فسوف يعلمون) تهديد ووعيد.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»