تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٥ - الصفحة ١٢٧
السماء والأرض) '. وعن مجاهد قال: إذا مات العبد المسلم بكى عليه مصلاه أربعين صباحا، وفي رواية عن علي رضي الله عنه أنه إذا مات العبد المسلم بكى عليه موضعه الذي كان يصلي فيه، وبابه الذي كان يصعد [منه] عمله. قال أبو يحيى: قلت لمجاهد: كيف تبكي السماء والأرض؟ فقال: ألا تبكي الأرض على من يعمرها بالركوع والسجود، ولا تبكي السماء على مؤمن يصعد عليه عمله الصالح؟! وعن الحسن البصري قال: فما بكت عليهم السماء والأرض أي: أهل السماء والأرض، مثل قوله تعالى: * (واسأل القرية) أي: أهل القرية. وعن بعضهم: أن بكاء السماء حمرة أطرافها، وعن بعض التابعين: أن الحسين بن علي رضي الله عنهما لما قتل احمرت أطراف السماء أربعين صباحا، وكان ذلك لبكائها عليه. وعن بعضهم: أن معنى بكاء السماء والأرض هاهنا هو أنهما لو كانا ممن يبكيان لم يبكيا على الكافر لما يعرفان من شدة غضب الله عليه.
والمعروف من الأقوال هو الأول، وهو المنقول عن السلف. وعن بعضهم قال: إنما ذكر بكاء السماوات والأرض؛ لأن العرب تقول في المصيبة العظيمة مثل هذا، فيقولون: كسفت الشمس لموت فلان، وبكت السماء عليه، قال الشاعر:
(فالشمس كاسفة ليس بطالعة تبكي * عليك نجوم الليل والقمرا) وقوله: * (وما كانوا منظرين) أي: مؤخرين ممهلين.
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»