* (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك * * * لذي جلسته للقضاء بين الناس، وقد كان مجلسه غدوة إلى قريب من نصف النهار، وفي القصة: أن المرأة كانت قد وصلت إلى قريب من فرسخ، فلما سمع سليمان ذلك قال في طلب العرش.
وقوله: * (وإني عليه لقوي أمين) على حمل العرش، أمين على ما عليه من الجواهر.
قوله تعالى: * (قال الذي عنده علم من الكتاب) روى أن هذا العفريت لما قال هكذا قال سليمان: أريد أسرع من ذلك، فحينئذ قال الذي عنده علم من الكتاب: * (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك).
واختلف القول في الذي كان عنده علم من الكتاب، فأشهر الأقاويل: أنه آصف ابن برخيا بن سمعيا، وكان رجلا صديقا في بني إسرائيل، وكان يعلم اسم الله الأعظم.
والقول الثاني: أنه الخضر، ذكره ابن لهيعة، والقول الثالث: أنه ملك من الملائكة، أورده ابن بخر، والقول الرابع: أنه سليمان عليه السلام، وهذا قول معروف، والأصح هو القول الأول.
واختلف القول في أنه بماذا دعا الله؟ فقال بعضهم: إنه قال: يا إلهي وإله الخلق إلها واحدا، لا إله إلا أنت، ائت به، وروى أنه قال: يا حي يا قيوم، وروى أنه قال: يا ذا الجلال والإكرام، والله أعلم.
وقوله: * (قبل أن يرتد إليك طرفك) فيه أقوال: أحدها: أن يرفع بصره إلى السماء، فقبل أن يرده إلى الأرض يرى العرش عنده، وقال بعضهم: هو أن يطرف طرفة، وقال بعضهم: هو أن ينظر إلى رجل يأتي، فقبل أن يصل إليه ذلك الرجل، يكون قد وصل العرش إليه، وقال بعضهم: هو أن ينظر إلى رجل يذهب، فقبل أن