* (الآخرين (172) وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين (173) إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين (174) وإن ربك لهو العزيز الرحيم (175) كذب أصحاب الأيكة المرسلين (176) إذ قال لهم شعيب ألا تتقون (177) إني لكم رسول أمين (178) فاتقوا الله وأطيعون (179) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين * * * * أحدهما: أنها كانت عجوز غابرا، على معنى أن الزمان مضى عليها وهرمت، والقول الثاني: أن الغابرين بمعنى الباقين يعني: أن العجوز من أهل لوط بقيت في العذاب ولم تنج.
قوله تعالى: * (ثم دمرنا الآخرين) أي: أهلكنا الآخرين.
وقوله: * (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) قد بينا أن الله تعالى أمطر عليهم الحجارة بعد إهلاكهم.
وقوله: * (إن في ذلك لآية) ظاهر المعنى إلى قوله: * (وإن ربك لهو العزيز الرحيم).
قوله تعالى: * (كذب أصحاب الأيكة المرسلين) وقرئ: ' ليكة المرسلين ' بفتح الهاء؛ فمن قرأ: ' ليكة ' جعلها اسم بلد، وهو لا ينصرف، ومن قرأ: ' الأيكة ' فصرفه؛ لأن ما لا ينصرف إذا أدخل عليه الألف واللام انصرف.
والأيكة: الغيظة، ويقال: الشجر الملتف، وفي القصة: أن شجرهم كان هو الدوم، ويقال: شجر المقل.
قوله تعالى: * (إذ قال لهم شعيب ألا تتقون) ولم يذكر أخوهم هاهنا؛ لأنه لم يكن أخا لهم، ولا في النسب ولا في الدين. وقوله: (إني لكم رسول أمين) قد بينا إلى قوله: * (إن أجري إلا على رب العالمين) قوله تعالى: (أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين) أي: الناقصين لحقوق الناس، وقال يزيد بن ميسرة: كل ذنب يرجو له المغفرة إلا لحقوق الناس، فالرجاء فيه أقل. وقد بينا في سورة هود أن قوم شعيب كانوا يخسرون في المكاييل، والمراد من