تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٥٩
* (بعد الباقين (120) إن في ذلك للآية وما كان أكثرهم مؤمنين (121) وإن ربك لهو العزيز الرحيم (122) كذبت عاد المرسلين (123) إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون (124) إني لكم رسول أمين (125) فاتقوا الله وأطيعون (126) وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين (127) أتبنون بكل ريع آية تعبثون (128) وتتخذون مصانع * * وقوله: * (ونجني ومن معي من المؤمنين) قد بينا عدد من كان معه من المؤمنين.
قوله تعالى: * (فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون) أي: الموفر المملوء، وقد بينا صفة الفلك ومن كان فيه.
وقوله: * (ثم أغرقنا بعد الباقين) أي: بعد إنجائه أغرقنا الباقين أي: من بقي من قومه.
وقوله: * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين) ظاهر المعنى إلى قوله: * (كذبت عاد المرسلين).
وقوله: * (إذ قال لهم أخوهم هود) أي: أخوهم في النسب.
وقوله: * (ألا تتقون) قد بينا إلى قوله: * (إن أجري إلا على رب العالمين).
قوله تعالى: * (أتبنون بكل ريع) في الريع قولان: أحدهما: أنه المكان المرتفع، والآخر: أنه الطريق الواسع بين الجبلين.
وقوله: * (آية) أي: علامة، وقيل: بنيانا.
وفي القصة: أنهم كانوا يبنون على المواضع المرتفعة ليظهروا قوتهم ويتفاخروا به عن الناس، وعن مجاهد: أن معنى الآية: برج الحمام، وفي القصة: أن قوم فرعون كانوا يلعبون بالحمام، وكذلك قوم عاد.
وقوله: * (تعبثون) أي: تلعبون.
قوله تعالى: * (وتتخذون مصانع) المصانع: جمع مصنعة؛ وهي الحوض وموضع الماء، ويقال: المصانع هاهنا هي الحصون المشيدة، قال الشاعر:
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»