تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٦٨
* (أفرأيت إن متعناهم سنين (205) ثم جاءهم ما كانوا يوعدون (206) ما أغني عنهم ما كانوا يمتعون (207) وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون (208) ذكرى وما كنا ظالمين (209) وما تنزلت به الشياطين (210) وما ينبغي لهم وما يستطيعون (211) أنهم عن السمع لمعزولون (212) * * وقوله تعالى: (أفرأيت إن متعانهم سنين) قال عكرمة: عمر الدنيا: وعن شريك ابن عبد الله النخعي قال: هو أربعون سنة. وأكثر المفسرين على أنه ليس فيه تقدير، ولكن المراد منه سنين كثيرة، والامتاع هو العيش بما يلذ ويشتهي.
وقوله: * (ثم جاءهم ما كانوا يوعدون) أي: من العذاب.
وقوله: * (ما أغني عنهم ما كانوا يمتعون) أي: دفع عيشهم وتمتعهم بالدنيا من العذاب عنهم.
قوله تعالى: * (وما أهلكنا من قرية إلا ولها منذرون) هذا في معنى قوله تعالى: * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
وقوله: * (ذكرى) أي: بعثنا (المنذرين) تذكرة لهم.
وقوله: * (وما كنا ظالمين) معلوم المعنى.
قوله تعالى: (وما تنزلت به الشياطين) كان المشركون يقولون: إن شيطانا ينزل على محمد فيلقنه القرآن، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقوله: * (وما ينبغي لهم) أي: ولا يصلح لهم أن ينزلوا بالقرآن؛ لأنهم ليسوا بأهل ذلك.
وقوله: * (وما يستطيعون) أي: لا يستطيعون إنزال الوحي.
وقوله: * (إنهم عن السمع لمعزولون) أي: [لمحجوبون]? فإنهم حجبوا من
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»