تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٤٢٣
بسم الله الرحمن الرحيم * (ص والقرآن ذي الذكر (1) بل الذين كفروا في عزة وشقاق (2) كم أهلكنا من) * * * تفسير سورة ص وهي مكية قوله تعالى: * (ص) قرأ الأكثرون: * (ص) بالتسكين، وقرأ الحسن: * (ص) بخفض الدال، وقرأ عيسى بن عمر النحوي: * (ص) بفتح الدال، والقراءة المعروفة بالتسكين.
وعلة التسكين أنه حرف من حروف التهجي، وعند العرب أن هذا يكون ساكنا، وأما قراءة الحسن فمعناه: صاد القرآن بعملك أي: عارضه بعملك، واما قراءة الفتح فمعناه: إنك صاد.
وأما معنى ' ص ': روى عن ابن عباس أنه قال: صدق محمد، وعن الضحاك: صدق الله، وقال مجاهد: هذا من فواتح السور، وقال قتادة: اسم من أسماء القرآن، وهو قسم، وذكر الكلبي أن معناه: والصادق المعنى على القسم.
وقوله: * (والقرآن ذي الذكر) أي: ذي الشرف، وقد قال في موضع آخر: * (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) أي: شرفكم.
وقوله: * (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) وقرئ في الشاذ: ' في غرة وشقاق ' بالغين المعجمة، والمعروف بالعين والزاي.
وقوله: * (في عزة) أي: في حمية، قال قتادة: معنى قوله: * (عزة) أي: نفروا عن قبول الحق، وتكبروا عن الانقياد، وأما القراءة بالغين فهو من الغرور والغفلة، وقوله: * (وشقاق) أي: عداوة واختلاف.
قوله تعالى: * (كم أهلكنا) اعلم أنه اختلف قول أهل التفسير في جواب القسم؛ فقال بعضهم: جواب القسم هو قوله تعالى: * (إن ذلك لحق تخاصم أهل
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»