* (ذو الأوتاد (12) وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب (13) إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب (14) وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق (15) وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب (16) اصبر على ما يقولون واذكر) * * * * لفرعون ذلك.
وقوله: * (وثمود وقوم لوط) قد بينا، وحكى عطاء عن ابن عباس: أنه ما من نبي إلا ويكون له أمة يوم القيامة سوى لوط عليه السلام فإنه يأتي وحده، وذكر بعضهم: أن قوم لوط كانوا أربعمائة ألف بيت، في كل بيت عشرة نفر، ولم يسلم أحد منها.
وقوله: * (وأصحاب الأيكة) أي: الغيضة، وقوله: * (أولئك الأحزاب) يعني: الذين تحزبوا على الأنبياء.
قوله تعالى: * (إن كل إلا كذب الرسل) أي: ما منهم قوم إلا وقد كذب الرسل، وقوله: * (فحق عقاب) أي: فوجب عذابي عليهم.
قوله تعالى: * (وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة) والصيحة ها هنا هي نفخة في الصور، وقوله: * (ما لها من فواق) قرئ بالنصب والرفع، وقال بعضهم: هما بمعنى واحد. وقال بعضهم: هما مختلفان؛ فقوله بالنصب: من الإفاقة، وقيل: مثنوية، ويقال: رجوع وتأخير، وقوله بالرفع أي: من انتظار، والفواق في اللغة ما بين الحلبتين، والمعنى أن العذاب لا يمهلهم، ولا يلبثهم بذلك القدر.
وقوله تعالى: * (وقالوا ربنا عجل لنا قطنا) قال سعيد بن جبير: أي: نصيبنا (من) الجنة، وقال الحسن البصري: قطنا أي: نصيبنا من العذاب، وإنما قالوا ذلك تكذيبا واستهزاء، والقط هو الكتاب الذي يكتب فيه الجائزة، والقطوط كتب الجوائز. وفي الآية قول آخر: وهو أن الله تعالى لما أنزل قوله: * (فأما من أوتي كتابه