تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٧٢
* (وليمسنكم منا عذاب أليم (18) قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون (19) وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين (20) اتبعوا من) * * حبس عنهم المطر حين جاءهم هؤلاء الرسل.
واختلف القول في أنهم كانوا رسل الله أو رسل عيسى، فأحد القولين: انهم كانوا رسل عيسى عليه السلام كما بينا، والقول الآخر: أنهم كانوا رسل الله.
قوله: * (لئن لم تنتهوا لنرجمنكم) أي: [لنقتلنكم] بالحجارة، وقيل: نشتمنكم، والأول أولى.
وقوله: * (وليمسنكم منا عذاب أليم) أي: مؤلم، والمؤلم هو الموجع.
قوله تعالى: * (قالوا طائركم معكم) أي: شؤمكم معكم بكفركم وتكذيبكم الرسل. وقيل: طائركم معكم أي: أقداركم وأعمالكم تابعة إياكم، تقول العرب: طار بمعنى صار قال الشاعر:
(تطير غدائر الإشراك شفعا * ووترا والزعامة للغلام) وقيل: طائركم معكم أي: ما طار لكم من عمل خير أو شر فهو معكم ولازم إياكم. وقوله: * (أئن ذكرتم) معناه: أئن ذكرتم بالله تطيرتم، وقرئ ' أن ذكرتم ' أي: لأن ذكرتم تطيرتم. وقوله: * (بل أنتم قوم مسرفون) أي: مجاوزون الحد.
قوله تعالى: * (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) ذهب أكثر المفسرين أنه كان رجل يسمى حبيب النجار، وقال السدي: كان قصارا. وعن بعضهم: أنه كان إسكافا قال قتادة: كان رجلا يعبد الله في غار؛ فسمع بخبر الرسل فجاءهم، وقال: أتطلبون جعلا على رسالتكم؛ قالوا: لا؛ فأقبل على قومه، وقال لهم ما قال الله، وهو قوله: * (يا قوم اتبعوا المرسلين) والمدينة: هي القرية التي ذكرناها، وهي الأنطاكية.
وقوله: * (اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون) ظاهر المعنى.
وعن بعضهم أنه قال: مسكن الأشراف الأطراف، واستدل بهذه الآية، وهو قوله:
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»