تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٣٧٤
* (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين (28) إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون (29) يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا) * * * نصحهم حيا وميتا، وقوله: * (وجعلني من المكرمين) أي: ممن دخل الجنة، ومن أدخل الجنة فقد أكرم، ومن أدخل النار فقد أهين.
قوله تعالى: * (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء) أي: من ملائكة، وقوله: * (وما كنا منزلين) أي: وما كنا لنفعل هذا، بل الأمر في هلاكهم كان أيسر مما تظنون.
قوله تعالى: * (إن كانت إلا صيحة واحدة) أي: ما كانت إلا صيحة واحدة. وفي القصة: أن جبريل عليه السلام جاء ووقف على باب المدينة وصاح بهم صيحة فخروا ميتين كأن لم يكونوا، وصاروا كرماد خامدين هامدين.
وفي الأخبار: أن عروة بن مسعود الثقفي لما أسلم استأذن من رسول الله أن يذهب لي قومه وهم ثقيف ويدعوهم إلى الإسلام، فقال رسول الله: ' إني أخشى أن يقتلوك، فقال: لو كنت نائما ما أيقظوني، ثم إنه ذهب إليهم ودعاهم إلى الإسلام، فرماه رجل بسهم فأصاب أكحله ومات، فبلغ النبي فقال: هو في هذه الأمة مثل صاحب يس، وهو حبيب النجار '.
قوله تعالى: * (يا حسرة على العباد) فإن قيل: كيف يستقيم نداء الحسرة، والحسرة لا تعقل شيئا؟ وأيضا كيف يتحسر الله تعالى على العباد الذين أهلكهم،
(٣٧٤)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»