تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ٢٢٧
* (سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين (6) وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم (7) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم (8) خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم (9) خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن) * * بفتح الياء، فقوله: * (ليضل) أي: ليضل غيره.
وقوله: * (ليضل) أي: ليصير إلى الضلال.
وقوله: * (بغير علم ويتخذها هزوا) أي: يتخذ آيات الله هزوا، ويقال: يتخذ سبيل الله هزوا، والسبيل يذكر ويؤنث، قال الشاعر:
(تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد) وقوله: * (أولئك لهم عذاب مهين) ظاهر المعنى، وقد بينا من قبل.
قوله تعالى: * (وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها) أي: كأن لم يسمع الآيات.
وقوله: * (كأن في أذنيه وقرا) أي: صمما، وإنما جعله كذلك؛ لأنه لم ينتفع بما يسمع، فصار بمنزلة الأصم، والوقر هو الثقل في الأذن.
وقوله: * (فبشرناه بعذاب أليم) أي: مؤلم، ومعنى المؤلم: هو الموجع.
قوله تعالى: * (إن الذين آمنوا وعملوا لصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا) ومعناه: مقيمين في الجنة كما وعد الله.
وقوله: * (وهو العزيز الحكيم) والعزيز هو المنتقم من أعدائه، والحكيم هو المصيب في تدبير خلقه.
قوله تعالى: * (خلق السماوات بغير عمد) أي: بغير عمد كما، ترونها، والمعنمى الثاني: أي بغير عمد ترونه، وثم عمد لا ترونها، وذلك العمد هو قدرة الله تعالى، قال الله تعالى: * (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا).
وقوله: * (وألقى في الأرض رواسي) أي: جبالا ثوابت، وذكر السدي أن الله
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»