* (ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين (55) إنك لا تهدي من أحببت ولكن) * * المشركين كانوا يسبون مؤمني أهل الكتاب، ويقولون: تبا لكم، تركتم دينكم واتبعتم غلاما منا. فهو معنى اللغو المذكور في الآية.
وقوله: * (وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) أي: لنا ديننا، ولكم دينكم، وقيل: لكم سفهكم، ولنا حلمنا.
وقوله: * (سلام عليكم) ليس المراد من السلام هاهنا هو التحية، ولكن هذا السلام هو سلام المتاركة، ويقال معناه: سلمتم من معارضتنا لكم بالجهل والسفه.
وعن بعض السلف أنه كان يسب فيقول: سلام سلام، وعن بعضهم: أي قالوا قولا يسلمون منه.
وقوله: * (لا نبتغي الجاهلين) أي: لا ندخل في جهل الجاهلين.
قوله تعالى: * (إنك لا تهدي من أحببت) أكثر أهل التفسير أن الآية في أبي طالب، وقد صح برواية أبي هريرة عن النبي أن أبا طالب لما حضره الموت، دخل النبي وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية وغيرهما، فقال رسول الله: ' يا عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله، فقال له أبو جهل وعبد الله بن [أبي] أمية: أزغت عن ملة الأشياخ؟ فما زال رسول الله يقول ذلك، وهم يقولون، حتى كان كلمة قالها: أنا على ملة الأشياخ)). والمعنى بالأشياخ: عبد المطلب، وهاشم، وعبد مناف. وهذا الخبر في الصحيحين، [وروى] مسلم في صحيحه: أن النبي دخل على أبي طالب وقد حضره الموت، فقال: ' يا عم، أشهد أن لا إله إلا الله؛ أشفع لك يوم القيامة '. فقال: لولا أن