تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٤٥
* (أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون (48) قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين (49) فإن لم يستجيبوا لك) * * وقوله: * (قالوا) يعني: قال المشركون * (لولا أوتي) أي: هلا أوتي * (مثل ما أوتي موسى) أي: من العصا، واليد البيضاء.
وقوله: * (أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل) يعني: أن المشركين كفروا بموسى.
وقوله: * (قالوا ساحران تظاهرا) يعني: موسى ومحمدا، وقال مجاهد: موسى وهارون. وقرئ: ' سحران تظاهرا ' واختلف القول في لسحرين، أحد القولين: أنهما التوراة والقرآن، والآخر: التوراة والإنجيل.
وقوله: * (تظاهرا) أي: تعاونا، وهذا في الساحرين حقيقة، وفي السحرين على طريق التوسع، وقوله: * (قالوا إنا بكل كافرون) أي: جاحدون.
وقوله تعالى: * (قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما) يعني: من التوراة والقرآن.
وقوله: * (أتبعه) يعني: اتبع (الكتاب) الذي جئتم به من عند الله.
وقوله: * (إن كنتم صادقين) معناه: أن الحق معكم.
قوله تعالى: * (فإن لم يستجيبوا لك) أي: لم يأتوا بما طلبت، وقوله: * (فاعلم أنما يتبعون أهواءهم) واتفق أهل المعرفة أن الهوى مرد مهلك.
وقد روي عن النبي أنه قال: ' إن أخوف ما أخاف عليكم شحا مطاعا، وهوى متبعا، وإعجاب كل ذي رأي برأيه '.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»