تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٤ - الصفحة ١٢٧
* (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين (14) ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من) * * وقوله: * (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها) أي: تقر عينها برد موسى إليها * (ولا تحزن) أي: ولئلا تحزن.
وقوله: * (ولتعلم أن وعد الله حق) لأنه كان قد وعدها أنه يرده إليها.
وقوله: * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) أي: لا يعلمون أن وعد الله حق.
قوله تعالى: * (ولما بلغ أشده) قال ابن عباس: الأشد: ثلاثون سنة، وعن سفيان الثوري: أربع وثلاثون سنة، وقيل: ثلاث وثلاثون سنة، وقيل خمس وعشرون سنة، وقيل: عشرون سنة، وقيل: [ثماني عشرة] سنة.
وقوله: * (واستوى) قال ابن عباس: أربعون سنة، وعن غيره: * (استوى) أي: انتهى شبابه.
وقوله: * (آتيناه حكما وعلما) أي: الفقه والعقل والعلم.
وقوله: * (وكذلك نجزي المحسنين) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (ودخل لمدينة) في التفسير: أن المدينة كانت مدينة عين شمس، وقيل: مدينة منف، وعن السدي قال: كان موسى يركب من مراكب فرعون، ويلبس من ملابسه، وكان يسمى ابن فرعون، فركب فرعون مرة في حشمه إلى بعض المدائن، وكان موسى غائبا فرجع وقد ركب فرعون، فركب في أثره، فوصل إلى المدينة وقت القائلة، وقد اشتغل الناس بالقيلولة، فهو معنى قوله: * (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) أي: غفلوا عن ذكر موسى.
وقوله: * (فوجد فيها رجلين يقتتلان) في القصة: أنه وجد قبطيا يسخر إسرائيليا في حمل الحطب إلى مطبخ فرعون، وقوله: * (يقتتلان) أي: يختصمان ويتنازعان، وقوله: * (هذا من شيعته وهذا من عدوه) أي: الإسرائيلي من شيعته، والقبطي من
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»