تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٣ - الصفحة ١٠٢
بسم الله الرحمن الرحيم (* (الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد (1) الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وويل للكافرين من) * * تفسير سورة إبراهيم وهي مكية إلا قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) إلى قوله: * (فإن مصيركم إلى النار) والله أعلم.
قوله تعالى: * (الر) معناه: أنا الله أرى، وقيل معناه: أنا الله الرحمن.
وقوله: * (كتاب أنزلناه إليك) معناه: هذا كتاب أنزلناه إليك.
وقوله: * (لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) معناه: من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان ومن الغواية إلى الرشد، وقيل: من البدعة إلى السنة.
والظلمة اسوداد الجو بما يمنع من البصر، والنور: بياض شعاعي يحصل به الإبصار. قوله: * (بإذن ربهم) أي: بأمر ربهم، وقيل: بعلم ربهم.
وقوله * (إلى صراط العزيز الحميد) الصراط هو الدين، والعزيز الحميد هو الله تعالى. ومعنى العزيز: الغالب، ومعنى الحميد: هو المستحق للحمد في أفعاله؛ لأنه إنما متفضل أو عادل.
وقوله: * (الله الذي) قرئ بالرفع والخفض، فمن قرأ بالخفض فهو مسبوق على قوله: * (العزيز الحميد)، ومن رفع فعلى تقدير هو الله.
وقوله: * (له ما في السماوات وما في الأرض) يعني: له ملك السماوات والأرض. وقوله: * (وويل للكافرين) الويل: واد في جهنم، وقيل: إنه دعاء الهلاك. * (من
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»